في كثير من الأحيان، يَتداول روّاد وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي لا سيّما المُهتمّون بالأبواب الثقافية خاصّة الشعر صورة لثلاثة وجوه بارزّة في الثقافة المصرية/الفلسطينية. الصورة تجمع الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي برفقة الفلسطينيّ محمود درويش وتتوسطها الكاتبة والصحافية المصرية صافيناز كاظم.
يحكي الأبنودي عن قصة الصورة، حيث قَدِم درويش إلى مصر، واتصل به ليخبّره أنّه يريد مقابلته لأوّل مرّة، فذهب إليه حيث يمكث في فندق “شبرد”، والتقيا ببعضهما لأول مرّة في شوارع القاهرة لتنشأ صداقة تمتد لسنوات طويلة بين الشاعريّن.
صداقةٌ تكوّنت بفضل الشعر وأبياته، لا سيّما الشعر المصري الذي بدوّره قدّم الكثير للقضية الفلسطينية على المستوى الثقافي والشعبي والسياسي. تلك الصورة تأخذنا إلى ما قبل التقاطها ببضعة عقود، إلى بدايات الشعر المصري الذي ساندت أبياته القضية الفلسطينية، متسائلين ما وظيفة الشعر؟، وكيف وفيما قدّم وأثر الشعر المصري للقضية الفلسطينية ولِجمهورها الثقافي والشعبي والسياسي، ذاكرين أهم الشعراء والأحداث التاريخية التي أرّخوا لها، أيضا مقارنين للسياقات الشعرية بين كل حقبةٍ وأُخرى.
من اليمين. الأبنودي، صافيناز كاظم، محمود درويش
هل يحقق الشعر وظيفته؟
للشعر وظيفة، فما هي؟ يُجيب محمود درويش عن السؤال قائلا: “إنقاذ القلب الجماعي من التلف” أي أنّ الشعرَ يتجمع في وجدان جمعي يلهمه معنًى ما يساعده على البقاء، بينما يُراسله صديقه الشاعر الفلسطينيّ سميح القاسم كاتبا له: “يا صديقي العزيز إننا نرسم بحبر الروح وبدم القصيدة سهما واضحا -أرجو أن يكون واضحا- يؤشر إلى الاتجاه السليم نحو خَرّوبتنا وزيتونتنا وزهرة برقوقنا اللاذعة”، فكانت نظرة القاسم حيال الشعر وكأنه البوّصلة نحو العودة مرّةً أُخرى. [1]
لكنّ ليس شرطا أن يصل الشعر بجمهوره إلى ما يتمنّى. فَبرأي الكثيرين وفي مقدمتهم درويش أن الشعر لا يوقّف الزلزال ولا يُغيّر ماضيا، بل إنّه سلوك حياة كاملة كما يراه الشاعر السوري محمد الماغوط فيقول:”أحاول أن أكون شاعرا في القصيدة وخارجها، لأن الشعر موقفٌ من الحياة، وإحساسٌ ينساب في سلوكنا” يتماشى الماغوط مع نمط حياته المُعارض والذي جلب له السجن مِن قِبل النظام السوريّ، كما هو حال المصريّ عبد الرحمن الأبنودي الذي قال عنّ نفسه “أنا صوتي مني وأنا ابن ناس فقرا، شاءت ظروفي إني أكتب وأقرأ، فبشوف وبغنّي، والفقرا بعتيني” وبالرغم من إرسال الفقراء له ليكون صوتهم إلا أن الفقر حيّ، حيث مات هُو والناس.
فلسطين في الشعر المصري
مثّل الشعر المصري العاميّ منه والفصحى للقضية الفلسطينية إرثا كبيرا، ساند القضية وأشعلها في وجدان وعقول الشعوب العربية على مرّ العقود وإلى الآن، فَقبل عشرينيات القرن الماضي، وبداية المأساة الاستيطانية بفلسطين، كان قد كتب شعراء مصريون كُثر أمثال أحمد زكي أبو شادي، أحمد محرم، محمود رمزي نظيم، على محمود طه، محمود حسن إسماعيل، والشاعرة جليلة رضا.
ظلّت قصائد هؤلاء الشعراء محلّ الدراسات الأكاديمية والتأريخ، ولم تخرج إلى الشارع أو الواقع الاحتجاجيّ لأجيالنا العربية الحالية. اعتمّد هؤلاء الشعراء على اللغة العربية الفصحى، كما اعتمدت القصيدة على الأبيات الشعرية المنتظمة العمودية في شكّلها الغنائي، حيث البيت الأول الصدر والثاني يسمى بالعجّز. كما في قصيدة “ذكرى وعد بلفور” للشاعر أحمد محرّم.
أما حديثا، وتحديدا بعد نكسة يونيو عام 1967، فقد أُفرِزَ شعرٌ مصريٌ جديدٌ، شعرٌ مليءٌ بالسخط والغضب والمقاومة والرفض، على لسان شعراء ما زالت أسماؤهم تتردد في أي تجمعٍ رافضٍ للاستبداد والاحتلال. من بينهم أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي، وأحمد فؤاد نجم برفقةِ صوّته المِغناء الشيخ إمام، اعتمد هؤلاء الجُدد على الفصحى والعامّية من حيث اللغة، واتخذ الشعر نمطا غنائيّا وملحميا وقصصيا، كما اتخذت القصيدة شكلا عموديا في حين، وفي حين آخر شكلا مرسلاً كما في قصيدتيّن “وعد الحر” لأحمد فؤاد نجم و”لا تصالح” لأمل دنقل.
إلى حدٍ كبير، التزم الجيل الأقدم سالف الذكر من الشعراء المصريين كوّنهم شعراء مُميّزين في طرح القضية الفلسطينية والتعبير عنّها في مآساتِها ونكباتها المختلفة، لم يكونوا سياسيّين أو مناضلين ثوريين كما لم يشاركوا في أعمال احتجاجية، مقارنةً بالجيل اللاحق بهم، والذي بدوّره كان أشدّ غضبا ونضالا ضد الأنظمة العربية التي عاصرها، حيث تعرّض كلٍ من الأبنودي وفؤاد نجم وأمل دنقل إلى السجن والمنع والمصادرة في أنظمة حكم جمهوريةٍ مختلفة، على عكس النظام الملكيّ الأقل قمعا والذي لم يصطدم معه شعراء النصف الأول من القرن العشرين، إلّا أن الجيلين كانا يعبران عن قلقهما المستمر حيال قضية تحرير فلسطين ومساندتها سواء عند إبرام وعد بلفور قديما أو حتى عند اتفاقية كامب ديفيد حديثا.
في وقتنا الحالي، تواجد شعراء مصريون كتبوا للقضية الفلسطينية مثل هشام الجخ الذي قدم قصيدة “فلسطين” وأحمد بخيت الذي قدّم قصيدة “رام الله“، لكنّ قصائدهما جاءت ضمن موجة التضامن الشعبية مع فلسطين، سواء قبل ثورة يناير أو في عام الحريات الذي تلاها.
لم يقدّم الاثنان أي عملٍ ثوريّ حقيقيّ بعد ذلك، بل تماها مع الصمت في ظل النظام القائم في مصر، وتبرأ الجخ من مشاركته في ثورة 25 يناير، فضلا عن اتهامه بالتطبيع بعد زيارته الأراضي الفلسطينية المحتلة لإحياء أمسية شعرية، فلم يكونا مثل دنقل والأبنودي في إلقائهما الشعر لفلسطين في ظل أجواء قمع الستينيات وما بعدها، لم تكن قصائد الإثنين أيضا كَقصائد دنقل والأبنودي ونجم، لا في قوّتها في الرفض، ولا في قابليّتها للغناء الثوري، بل هي قصائد مكثت في هدوئها، امتثالا لصمت أصحابها، وهى لا تُردد ولا يستدعيها الكثيرون في رفضهم للتطبيع أو إحيائهم للعودة الفلسطينية. أكُلُّ القصائد سواء؟
ثمّة تحولات حدثت في الشعر المصري تجاه القضية الفلسطينية عبر أجيال القرن الماضي، وذلك بديهيًا لاختلاف المآسي والنكبات والظروف السياسية والاجتماعية المحيطة بالبيئة الشعرية المصرية، فتجد الشعر في النصف الأول من القرن الماضي، يَمرُّ بتأريخ الأحداث وصدّمتها ويدعو في أوقات للصبّر وأوقاتٍ أُخرى للجهاد، كما في قصيدة ذكرى وعد بلفور للشاعر أحمد محرم، وقصيدة “زفرة على فلسطين الدامية” للشاعر محمود حسن إسماعيل، وهما يشجُبان وعد بلفور وتقسيم الأراضي العربية بواسطة الاحتلال، وقصيدة أُخرى تُوعد فلسطين بالحرّية عنوانها “فلسطين الصابرة” للشاعر محمد عبد الغني حسن. [2]
صوت بأرض القدس مشتعل الصدى
كـادت لــه الأكـــبـــاد أن تــتــوقّـــدا
لــمــا تــأوّه صـارخـا بــيــن الــورى
أسـيـان يـرزُم تـحـت نـيـران الـعِـــدا
قــصـيـدة زفرة على فلسطين الدامية
اتفق الشعراء الجُدد -منتصف الستينيات وما بعدها- مع السالف ذكرهم في تقديم الرثاء للشهداء والمواساة والوعود بالحرّية كما في قصيدتيّ “بكائيّة ليليّة” و”الموت على الأسفلت” للرفيقيّن دنقل والأبنودي، لكنّ الاختلاف كَمُن في نوع وأسلوب الشّعر حيث دخلت السخرية والغضب والتحريض ليس فقط تجاه الصهيونية والاستعمار كما يروق للقُدامى، بل من الأنظمة العربية الحاكمة ذاتها. تميّز ذلك في شعر الأبنودي ونجم ودنقل كما في قصيدة الأخير الشهيرة الساخرة والمتهكّمة “لا تصالح”.
نتوه في القاهرة العجوز، ننسى الزمنا
نفلت من ضجيج سياراتها، وأغنيات المتسولين
تظلنا محطة المترو مع المساء.. متعبين
وكان يبكي وطنا.. وكنت أبكي وطنا
قصيدة بكائية ليلية – أمل دنقل
تاريخيّا، كانت القضية الفلسطينية قضيّة العرب، فلم تبدأ الأنظمة العربية بالانفكّاك عن قضية تحرير فلسطين إلّا في الستينيات وما بعدها، حيث بدء الأنظمة في جولاتها مع الكيان الصهيوني بشأن السلام، والابتعاد عن الحرب، والبحث عن التسوية، على عكس ذلك لم تنّفك الشعوب لا سيما هؤلاء المنشغلين بقضيّة التحرير من الهيّمنة والاستعمار عن قضية فلسطين.
جمعت الصداقة والعلاقة الشخصية والثقافية الشعراء المصريين بنظرائهم من الشعراء والسياسيين والمُناضلين الفلسطينيين، حيث صداقة الأبنودي مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش و الرسام الفلسطيني ناجي العلي، وصداقة أمل دنقل بالمقاتل الفلسطيني مازن جودت أبو غزالة.
كيف وثق الشعر نكبات العرب؟
كان الشعر المصري تجاه فلسطين ليس فقط عاطفًة جياشة ينبُع منها الحزن والألم والمواساة، بل كان مؤرخا ومسجلا بكلماته الأحداث التاريخية التي تلت.
الشعر المصري في النصف الأول من القرن الماضي، حيث طلّ وعد بلفور لتقسيم المنطقة العربية ووجود فلسطين ومصر تحت وصاية بريطانية، بعد ذلك موجات تدّفق يهود العالم لا سيّما أوروبا إلى فلسطين، وبداية حرب العصابات اليهودية والاستيطان على مساكن الفلسطينيين مرورا بالثورات الفلسطينية وصولا إلى النكبة، حيثّ وثّقت قصائد مثل قصيدة الشاعر أحمد محرم “الشهيد سعيد العاص” وقصيدة الشاعر محمد صادق عرنوس “الشهيد عز الدين القسام” المعارك الملحمية بين قوات القسّام والعصابات اليهودية والجيش البريطاني في عاميّ 1935 و 1936.
أرّخَ أيضا الشعر المصري مرحلتيّن مهمّتين في تاريخ العرب وفلسطين خاصّة، المرحلة الأولى وهي النّكسة التي أدت إلى تحوّلات ساخطة وصادمة تجاه العروبة النظامية المتمثّلة في مشروع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كتب دنقل “بكائيّة ليلية” إبان النكسة، وكتب الأبنودي قصيدة “المسيح“. ليكتب الشعر وقتها تاريخ هزيمة العرب، واستيائه من رؤوس الأنظمة العربية الحاكمة.
والثانية وهى مرحلة السلام مُمّتزجة مع توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحقّ الفلسطينيّن، تنبأ دنقل بالسلام الساداتي مع إسرائيل في قصيدته الشهيرة “لا تصالح” والتي عّبر فيها بشعره القصصي عن سخريّته وتهكّمه من التوجّه نحو السلام مع العدو الذي قتل الطفل والرجل والمرأة والشيخ، ويكتب الأبنودي ونجم مرثيات توثّق اغتيالات وانتهاكات الصهاينة بحقّ الفلسطينيين في قصائدهم المتتالية “الموت على الأسفلت” و”وعد الحر” و”يا فلسطينية“
الشعر يخاطب الجميع
هذا الكمّ الكبير من القصائد والأبيات الشعرية التي كتبها الشعراء المصريون، وُجّهت ليس فقط للمصريين ولا للفلسطينين، بل للعرب كافّة، فتجد أشّطُر الأبيات في قصائد كثيرة تبدأ بـ “يا إخوة العرب”، حيث كانت الحرب في الثلاثينيات والأربعينيات وصولا إلى عام 1973 بين الكيان الصهيوني والعرب. لا تكتفي أيضا تلك الأبيات بتوجيه خطابها إلى شرائح بعيّنها، بل هي تخاطب العوام والمثقفين والطلاب والعمّال والمُجاهدين والأنظمة المحلّية وأنظمة الاستعمار والنظام العالميّ.
احتفظ وتَفاعل بهذا الشعر فئات بعيّنها، ما زالت تؤمن أن قضايا التحرير هي أولويّة إيمانية لديها، لذا وجب عليها حفظ وترديد ما يُغذي هذا الإيمان. من بين تلك الفئات النخب الثقافية والثورية، حيث يظهر ترديدهم للشعر الرافض والداعيَّ للحرية وتحرير فلسطين في مناسبات ثقافية ومحافل شعرية وفي احتجاجات ثورية، كما حدث أثناء احتجاجات الثوار في مصر عام 2011، حينما استدعوا كلمات قصيدتيّ “لا تصالح” و”أحزان عادية” لأبناء الصعيد المصري دنقل والأبنودي.
كما قامت النخب الفنية لا سيّما الفرق الشبابية بدور كبير في إحياء التراث الشعري خاصةً أبيات من أسمّيناهم الشعراء الجدد، حيث أقاموا النوادي والأمسيات الشعرية ليس فقط في مصر، بل في تونس وفلسطين مثل “نادي أحبّاء الشيخ إمام“، وجمعيّة “مريدي الشيخ إمام” كما حوّلوا تراثهم الشعري إلى أغاني جديدة، كما في أغنية الخط ده خطّي لفريق كايروكي.
امتّزج بالنخب الثورية والفنية فئات كثيرة، لم تكن حاضرة بشكلٍ دوريّ، بل تحضر في مناسبات بعيّنها، كالذكريات الثورية وسنويّات الانتفاضة وعلوّ موجات التطبيع، حيث تبدأ تلك الشرائح في التعرّف والمشاركة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي على التراث الشعري المصري الموجّه للقضية الفلسطينية.
من ناحية الضفّة السياسيّة المُتّجهة نحو التطبيع، وقتها من المؤكد أن الشعر سيكون مقاوما لها، لا سيما الشعر الرافض المتمثل في قصيدة دنقل “لا تصالح”، لكن ربما أيضا يكون الشعر بمقاومته تلك مانعا للنظام السياسي، وهذا ما يحددّه طبيعة تحركات ومرونة الأنظمة السياسية مع الوجدان الشعبيّ.
كان الرئيس المصري المخلوع مبارك يعرف جيدا رفض الشعوب العربية وخاصة الشعب المصري للوجود الإسرائيلي حتى بعد سنوات من معاهدة كامب ديفيد، وصرّح بنفسه أكثر من مرّة ناصحا القيادة الإسرائيلية بعدم استفزاز العرب عبر انتِهاك المقدسات الدينية، لكن ربما لا ينتبه النظام السياسي المصري الحالي للوجدان العربي الرافض للتطبيع، ويرى أن صعود ملفّات أخذت محورا رئيسيا على المستوى الداخيّ والخارجي مثل ملفّ الاقتصاد والإرهاب والعلاقات الدبلوماسية المصرية الإسرائيلية ذات أهمية رغما عن الرفض الشعبي لهذا التوجّه.
لا شك أن الشعر قديما قد ساهم في التفاف الوجدان العربي بجميع فئاته الاجتماعية حول قضية تحرير فلسطين، ساعد ذلك أن القضية كانت في مخيال تلك الشعوب قضية متصلة، وتحرير فلسطين كان جزءًا من تحرير الجولان وسيناء وجنوب لبنان، أي تحرير للنظام السياسي العربيّ القائم بحد ذاته. لكن بعد تجزئة القضية واستعادة سيناء وغزة وجنوب لبنان، وإبرام معاهدات السلام وفكّ الاشتباك مع مصر والأردن وسوريا جعلت من غزّة والضفة الغربية منطقتين وحيدتين في محاربة الغول الإسرائيلي.
انفكاك الأنظمة السياسية صاحبه تخلي بعض الفئات المنتمية للدولة وسياساتها عن قضية فلسطين. في مصر تتَعدد الفئات الاجتماعية، منها من يتّبع النظام السياسي في كلّ توجهاته فيما تسمّى الفئة الأبوية والتي تضم الموظفين الحكوميين، وجيل ثورة يوليو 1952، بالإضافة إلى معظم النخب الاقتصادية والثقافية والفنّية التي تتبنى ما يقوله النظام السياسي.
لذا تجد مَن وحّدهُم التراث الشعري هم مَن يسعون بالأساس في إعادة إحيائه مع التفاف صفوفٍ من الساعين للحرية من العمال والطلاب والمثقفين حولهم.
هكذا كان الشعر المصري تجاه القضية الفلسطينية، يحلم ويواسي ويرفض ويحرّض ويحارب ويتمنى. ربما إعادة إحيائه في الأقطار العربية دلالة كافية على وجوده الأزلي المتنقّل عبر الأجيال، ومن ناحية أُخرى فهو علامة استنكارية على عدم وجود شعر جديد يواكب ويؤرخ الأحداث، أو بمعنى أكثر وضوحا المآسي التي تتوالى على العرب والقضية الفلسطينية بسبب سياسات الأنظمة العربية الحالية.
هوامش
1- محمود درويش وسميح القاسم، كتاب الرسائل، دار العودة، ط1 بيروت، 1990 ص5.
2- كامل السوافيري، الشعر العربي الحديث في مأساة فلسطين، دار نهضة مصر، ط1 القاهرة 1963، ص 229.