عندما أكون محروما من المشاركة في الأحداث العظيمة كالتي يدور رحاها في فلسطين الحبيبة، أسعى إلى التفاعل معها ولو بالبحث والتحليل وذلك للإفادة العلمية بعيدا عن التنظير البارد والمنعزل عن السياق، خاصة أن التجربة البشرية متصلة، والآثار متعدية وأن الملكة الاستراتيجية تنضج بالعديد من الأمور، لعل من أهمها دراسة التاريخ والحملات كما ذكر نابليون وسفيتشن[1].
كما أننا نحتاج بجانب أنواع الدعم المختلفة إلى الإفادة الجادة والمنهجية مما يحدث، وهذا أقدس حقوق التضحيات. ولذلك استعرض اي الجزء الأول من المقال مقدمة نظرية عن مستويات المفاجأة في الحرب وأنواعها، وكذلك طبيعة المفاجأة في الحروب وتأثيرها والمراحل التي تمر بها، وفي الجزء الثاني ينتقل الحديث إلى معركة طوفان الأقصى على وجه التفصيل.
مستويات المفاجأة في الحرب وأنواعها
كما هو في المذاهب العسكرية والأدبيات الاستراتيجية، تُعد المفاجأة في الحرب أحد موضوعات الاستخبارات، ولفهمها هي والاستخبارات نحتاج أولا توضيح المستويات التي تتكون منها أي حرب وأي صراع عامة وهي:
- المستوى الاستراتيجي: وظيفته الأساسية كسر أو السيطرة على إرادة الخصم عن طريق استخدام أو التهديد باستخدام أدوات القوة وذلك لتحقيق أهداف السياسة. إذ الحرب وأدواتها مجرد وسيلة للسياسة.
- المستوى العملياتي: مستوى التنفيذ الفني الأعلى سواء كان عسكريا أو غيره – حسب الأداة المعنية – وفيه تنتظم كامل المعارك الصغيرة لتحقيق نهاية فنية معينة. بينما المستوى السابق يحقق نهاية سياسية
- المستوى التكتيكي: الميدان المباشر وأبسط مستوى من مستويات الصراع[2].
وكما هو موضح في دليل الاستخبارات المشتركة البريطاني والأمريكي[3]، تنقسم الاستخبارات إلى مستويات. كل مستوى مرتبط بأحد مستويات الحرب، بالتالي تكون المفاجأة حسب مستويات الحرب أيضا فهناك:
- مفاجأة استراتيجية: على المستوى الاستراتيجي للحرب ومن أمثلتها مباغتة العدو بالحرب أو المعاهدات المفاجئة وتغيير التحالفات الخ.
- مفاجأة عملياتية: على المستوى العملياتي وتكون بالمفاجأة في محور أو مكان الهجوم والانتشار العسكري أو في اختيار مسرح العمليات أو في طريقة استخدام القوات والأسلحة على مستوى المسرح.
- مفاجأة تكتيكية: عبر الكمائن والإغارات وتطوير الأسلحة المضادة وغيره.
وتكون وظيفة الاستخبارات في كل مستوى هي:
- تزويد صناع القرار بإمكانات ونوايا الخصوم.
- وفي نفس الوقت تمويه وخداع الخصوم حول ما لدينا من إمكانات مادية وما ننويه من أهداف وخطط ومكافحة استخباراتهم.
أخيرا ينبغي إيضاح أن العلاقة بين البراعة الاستخبارية والمفاجأة ليست حتمية لأن الحرب، كما أوضح كلاوزفيتز بشكل بارع[4]، مليئة بالصدف والعوامل غير المسيطر عليها والتي لا يمكن حسابها مسبقا. فضلا عن استحالة معرفة كامل تفاصيل المشهد ولابد من جزء ضبابي يحتاج من القائد إلى مزيج من الحكم الشخصي والمخاطرة المبنية على فهم عميق للخصم بكامل جوانبه التي “تتجاوز كثيرا مجرد الحساب العسكري”. [5]
نظرا لأهمية المستوى الاستراتيجي عن باقي المستويات الأدنى وطبيعة ما حدث في طوفان الأقصى سنقتصر في الجزء المتبقي على المفاجأة الاستراتيجية.
طبيعة المفاجأة وتأثيرها
“رغم أن المفاجأة كانت دائما ممكنة على المستوى التكتيكي، إلا أن جدواها على المستوى الاستراتيجي تمثل ظاهرة تاريخية جديدة نسبيا في القرن العشرين” هاندل[6]
تاريخيا كان هناك تباين في الموقف من الاستخبارات ككل وحول المفاجأة الاستراتيجية تحديدا، فرغم تبني المنظرين الأوائل مثل صن تزو للاستخبارات والتعظيم الشديد لدور الخداع والمفاجأة الاستراتيجية، تبنى كلاوزفيتز وجوميني موقفا معاكسا تماما في الحرب البرية، على عكس نيلسون في الحرب البحرية. [7]
سبب ذلك النفور هو الانفجار في حجم الجيوش في العصر الحديث بداية من الحقبة النابليونية وما تبع ذلك من:
- التباين بين حجم الجيوش وسرعتها[8] في التحضير للحرب أولا ثم في الانتشار والهجوم ثانيا، إذ يمكن للمدافع الانتباه والاستعداد قبل أن يتمكن المهاجم من مباغتته.
- ضعف نظم التواصل والقيادة والسيطرة [9]C3، بالمقارنة مع حجم الجيوش، سواء من حيث البطء في إرسال الأوامر واستقبال الأخبار عبر المساحات الواسعة أو من حيث تأمين هذه العملية بشكل عام.
- استحالة رفع الواقع الميداني بشكل يسمح باتخاذ قرارات أو ما يُسمى بالاستخبارات في الوقت الفعلي Real-time intelligence.[10]
باكتشاف السكك الحديدية ثم محركات الاحتراق وانتهاء بظهور الدبابة والمركبات الحديثة انتقلت مرونة وسرعة الجيوش إلى مستويات جديدة تماما. أعقب ذلك ظهور الطائرات بالتزامن مع القوة النارية المرعبة ثم الاسلحة النووية وانتهاء بالتعطيل السيبراني والطائرات المسيرة والمركبات غير المأهولة مما جعل المفاجأة ليست فقط ممكنة بل الاحتمالات في صالحها كما يوضح السجل التاريخي.
إذ يظهر ذلك في غزو الدنمارك والنرويج عام 1940؛ بيرل هاربور والفلبين عام 1941؛ روسيا عام 1941؛ كوريا عام 1950 والتدخل الصيني في وقت لاحق من ذلك العام؛ الهجوم الصيني على الهند عام 1962؛ تشيكوسلوفاكيا عام 1968؛ حرب أكتوبر عام 1973؛ الغزو الصيني لفيتنام عام 1979؛ جزر فوكلاند عام 1982؛ الكويت عام 1990؛ برج التجارة في أمريكا عام 2001 وغير ذلك الكثير.[11]
وسبب ذلك هو الفجوة الضخمة التي أحدثتها قدرات التدمير الهائل والسريع لتكنولوجيا الحرب المعاصرة دون تغيير جوهري في تخمين والحكم على نوايا البشر الذي سيظل ضبابيا إلى الأبد.
فرغم تطور الاستخبارات في جمع المعلومات وتطور تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية وأجهزة الاستشعار عالية الطاقة والأقمار الصناعية إلا أن (عملية التحليل) لهذا الكم الهائل من البيانات والحكم النهائي ظلت بشرية تماما، بما في البشر من أمراض الغرور والوهم والتفكير بالتمني والتحيزات المعرفية والتنظيمية والعرقية[12] فضلا عن مدى قبول السياسيين لنتائج هذا التحليل كما أثبتت معظم تحقيقات الفشل الاستخباري.
المشكلة لم تكن في وجود المعلومة ولكن في العثور عليها، مشكلة الاستخبارات الحالية هي في التحليل الاستخباري intelligence analysis وليست في جمع المعلومات الاستخبارية intelligence collection. [13]
طريقة العمل: تأثير المفاجأة ومراحلها
تعمل المفاجأة كمضاعف للقوة Force multiplier وتعويض للضعف: “المزايا التي يمكن الحصول عليها من تحقيق المفاجأة الاستراتيجية لا تقدر بثمن، حيث يسهل تدمير جزء كبير من قوات العدو بأقل تكلفة على المهاجم عن طريق اختلال التوازن النفسي للمدافع، وبالتالي تقليل مقاومته مؤقتًا، الجانب الأدنى عدديًا قادر على أخذ زمام المبادرة من خلال تركيز القوى المتفوقة في الوقت والمكان الذي يختاره، وبالتالي تحسين احتمالية تحقيق نصر حاسم بشكل كبير”. [14]
التأثير النفسي: “المفاجأة بطبيعتها هي حدث مؤلم نفسيًا، وليس مجرد حدث مادي، حيث تقوم الصدمة بتشكيل الاستجابات المعرفية والعاطفية، الفردية والجماعية”.[15] وفي بعض الحالات يمكن للمفاجأة “في حال كانت قاسية بما فيه الكفاية، أن تؤدي إلى الصدمة وانعدام القدرة التام، ولو بشكل مؤقت”.[16]
هذا التأثير يعطي مقود الحرب والمبادرة للمهاجم ويوفر مساحة من السيطرة المبدئية والتي باستغلالها يمكن كسب الحرب كما أوضح جيسي وايلي: “الهدف من أي حرب هو تحقيق قدر من السيطرة -تختلف حسب السياق- على العدو”. [17]
يمكن تقسيم المفاجأة الاستراتيجية إلى مرحلتين[18]: الأولى هي مرحلة الهجوم وشن الحرب عن طريق تركيز المهاجم لقواته بشكل سريع لإحداث صدمة نفسية واختراقات مادية، يكون للمهاجم في هذه المرحلة أفضلية كبيرة مع ما وفرته التكنولوجيا من قدرة على التنقل والتواصل السريع بحيث من يتحرك أولا يفوز، حتى إن المدافع كثيرا ما يدرك نوايا الهجوم لكن بعد فوات الأوان إذ يحتاج منه الأمر إلى أيام وربما أسابيع من التجهيز المضاد.
في المرحلة الثانية يصبح هدف المهاجم استغلال الاختراق ما أمكن والإفادة من الثغرات التي تنكشف تبعا بسبب اختلال توازن الخصم، والأهم بالاستغلال هنا المستوى الاستراتيجي وليس مجرد المستوى العسكري العملياتي. بحيث يتم استدامة السيطرة على الخصم وإدامة المبادرة الاستراتيجية.
ولتحقيق ذلك لابد من تخطيط تفصيلي مسبق، أو تدريب القوات على المبادرة وإمكانية الارتجال ضمن رؤية شاملة في نمط قيادة يُسمى القيادة بالمهام.[19]
تناقضات الحرب
“على الرغم من أن المفاجأة الاستراتيجية في التاريخ العسكري الحديث نادرًا ما تفشل، فإن مفاجأة العدو في حد ذاتها لا يعني بالضرورة تحصيل المهاجم لأقصى الفوائد الممكنة أو أنه سيضمن النصر النهائي. [20]
أحد أسباب هذا التناقض “هو أن المهاجم غالبًا ما يكون مندهشًا من فعالية هجومه بشكل يجعله غير مستعد لاستغلال فرص الهجوم بشكل كامل. على سبيل المثال، لم يتابع اليابانيون نجاحهم في بيرل هاربر بهجمات متكررة على مستودعات النفط الأمريكية وغيرها من المنشآت البحرية والجوية في هاواي، ولم يستغل الحلفاء الفرص التي نتجت عن هبوطهم المفاجئ في أنزيو، وينطبق الشيء نفسه على الجيشين المصري والسوري في هجومهما على إسرائيل عام 1973”. [21]
ومن أهم أسباب ارتباك المهاجم هو التداعيات والمستجدات السياسية على المشهد ككل، سواء في نظرة الخصم المدافع للصراع أو ما يحدث من تفاعل الأطراف الخارجية -الإقليمية والدولية- مع التغير الهائل المحتمل. مهم هنا فهم أن الفائدة الاستراتيجية للمفاجأة تنهار إذا لم ينجح الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية.
طوفان الأقصى
“إن حماس منضبطة للغاية وتتفهم عواقب المزيد من التحدي”
تساحي هنغبي – مستشار الأمن القومي الإسرائيلي قبل 6 أيام من الهجوم
بغض النظر عن عدم وضوح كثير من التفاصيل الفنية بعد، لكن الأكيد والمحوري في نجاح وتأثير الهجوم هو ما تم من خداع على المستوى السياسي والاستراتيجي وهذا أصعب نقطة في الخداع، القيام بخدعة يريد عدوك تصديقها وهي الفيصل في نجاح المفاجأة لأن الأمر في النهاية متوقف على قبول الخدعة، بمعنى أن نجاح المفاجأة متوقف على قرار العدو.
لتفصيل ذلك الخداع نحتاج أن نسترجع شكل الصراع بين إسرائيل وحماس في العشر سنوات الأخيرة حيث انتهى إلى نوع من معادلات الردع والمناورات دون مستوى الحرب بحيث تحاول حماس تأمين القطاع وتطوير إمكانياتها العسكرية، بينما تقوم إسرائيل[22] بشن عمليات عسكرية دون مستوى الحرب لتقليم قدرات الحركة مع الحفاظ على وضعها معزولة عن باقي فلسطين وتوريط المقاومة في إدارة القطاع ومشكلاته.
ترسخ هذا التصور لدى إسرائيل بعد معركة سيف القدس عام 2021 بسبب موقف حماس من الاشتباكات بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في أغسطس 2022 ويونيو 2023 حيث تركت الجهاد الإسلامي تخوضها وحيدة رغم ردود الأفعال الساخطة بشدة في الشارع الفلسطيني، ما رسخ فكرة أن حماس تم ردعها بالفعل بسبب خسائر “سيف القدس” وأنها لا ترغب في مجرد الاشتباكات فضلا عن حرب واسعة وتغيير الوضع القائم بل تسعى للتطوير الذاتي والانتعاش الاقتصادي للقطاع.
تُسمى هذه الظاهرة بخلل التصور الاستخباري intelligence concept وهو أن يكون هناك مفهوم كلي -منطقي للغاية- يتم رؤية المعلومات من خلاله. هذا المفهوم لا غنى عنه في التحليل الاستخباري ولكن تحدث المشكلة عند الالتصاق به أكثر من اللازم بشكل يمنع رؤية البيانات الجديدة بشكل سليم وهذا المرض منتشر بشدة في أجهزة الاستخبارات.
من الظواهر التاريخية لهذا الفشل حرب أكتوبر 1973 لاعتقاد إسرائيل بعدم استعداد مصر لخوض حرب في ظل تباين هائل في السيطرة الجوية، وفشل ستالين في الاستجابة للتحذيرات من الغزو النازي اعتقادا منه بوجود مصلحة مشتركة قوية.
تزامن هذا الإشكال في التصور السياسي والاستخباري مع تدهور الداخل الإسرائيلي لدرجة غير مسبوقة منذ عقود وصاحب ذلك كله انفجار المقاومة في الضفة لأول مرة منذ عزل حماس في القطاع عام 2007.
كل هذا جعل أولويات الاستخبارات الإسرائيلية تنتقل بعيدا عن غزة. لكن، مجددا، السبب الأساسي في هذا الانتقال هو تقدير إسرائيل لحماس سياسيا واستراتيجيا.
عند قراءة وقائع الهجوم يظهر جليا ما قررناه سابقا من تأثير المفاجأة، حيث تمكنت المقاومة من اكتساح مساحة وقوة عسكرية كبيرة لا تتناسب مع حجم القوة المهاجمة (المفاجأة كمضاعف للقوة) وبالمقابل كان رد الفعل الإسرائيلي أقل من مستواه الفعلي بكثير (التأثير النفسي للمفاجأة).
أبرز الأمثلة على هذا التأثير النفسي كان تأخر الاستجابة والغطاء الجوي لساعات رغم اشتهار الجيش الإسرائيلي بلامركزية الطيران وسرعته في جميع أنماط الحرب عموما، بالإضافة لخبرته الكبيرة في الحرب غير النظامية تحديدا وما تقضيه من استجابة ودعم جوي تكتيكي سريع ومرن للغاية.
من ناحية أخرى لابد من تذكر أن الشق الثاني من المفاجأة الاستراتيجية (الاستغلال) ليست واضحة للغاية لدى المقاومة. جزء من ذلك بسبب نقص المعلومات حول الأهداف السياسية -الحقيقية- والاستراتيجية، لكن هذا النقص لا يفسر ذلك كل شيء، إذ هناك فجوة واضحة بين الضربة وبين طريقة استغلالها استراتيجيا وسياسيا.
لفهم هذا الأمر لابد من الرجوع مرة أخرى لمبادئ الحرب، يقتضي الهجوم المبادرة كما يوجد لكل هجوم زخم حتى يصل للذروة وحينها يتحول المهاجم للدفاع. ما حدث في 7 أكتوبر هو نجاح استثنائي وهائل في المبادرة وكسب الزخم وتحقيق قدرة من السيطرة على الخصم، بالتالي لابد من التساؤل حول سبب التخلي عن المبادرة وكل هذا الزخم دون إرساء عتبة واضحة -ولو فقط من الناحية السياسية والدبلوماسية والتوظيف الإعلامي للحدث- بدلا من التحول إلى رد الفعل وترك المشهد في حالة من الضبابية.
بالتأكيد لا نزال في غمار الحدث، وحتى الآن فالمكاسب الاستراتيجية للمقاومة جمة لكن التساؤل هو حول طريقة إكمال الهجوم والصراع ككل والتي لا تبدو واضحة حتى الآن، خاصة مع ترك المبادرة طوعيا وتوفير مساحة رد فعل ضخمة للإسرائيلي بسبب كسر المقاومة لكل المعادلات السابقة مما شجّع العدو على التخلي عن حساباته وحساسيته تجاه خسارته النسبية والتي هي جوهر الحرب غير النظامية.
الاستفهام الحقيقي هنا هو عن الاتجاه والأفق السياسي والاستراتيجي الذي يحتضن هذه العملية العسكرية الجديدة والذي من المفترض أنها تدعمه. ولعل بسبب هذا الفراغ كان هناك تباين كبير بين حراك الضفة والداخل الفلسطيني -خاصة في الأيام الأولى- مقارنة بمستوى المعركة بشكل عام.
هذا الفراغ لا تفسره الفوارق النسبية في القدرات والإمكانات، بدليل ردة فعل الضفة والداخل في معركة سيف القدس، الأفضل كثيرا، بسبب توجه المقاومة السياسي الواضح والسردية (قصة الجولة) الجليّة. كما أن الأداء الإعلامي والخطاب سواء للحاضنة الواسعة عربيا أو للبيئات الدولية معبّرا أيضا عن هذا الاستفهام.
لتلخيص الأمر: يظهر في التاريخ المعاصر السهولة النسبية في شن الحرب دون إنذار ومفاجأة الخصم بشكل قاسي، يؤدي ذلك بطبيعة الحال لزعزعة في قوات الخصم واستحواذ على المبادرة على المستوى الاستراتيجي للحرب. يكمن التحدي الحقيقي في إمكانية استغلال هذه الضربة الأولى للوصول لنقطة يصبح الدفاع عنها أسهل وانتزاع المكاسب المحققة أصعب، من هذا الجانب تظهر التجربة التاريخية نجاحات أقل وهذا هو محل النظر حاليا في فلسطين. وما سيخبرنا عنه الصراع.
المصادر
[1] Svechin, a. strategy. Canada, East View Information Services,1991, pp.91-93
[2] JWP 0-01, British Defense Doctrine (Fifth edition). 2014, pp.19-21; and Colin S. Gray, The Strategy Bridge: Theory for Practice. Oxford University Press, 2011, pp.43-44.
[3] JDP 2_00, Joint Doctrine Publication (Ed4_web), P29; and JP 2-0, Joint Intelligence, P.23
[4] on War, by Carl von Clausewitz (Author), Beatrice Heuser (Editor), P65
[5] M.Boraik, https://www.youtube.com/watch?v=fj6_mLNZn7o
[6] Paradoxes of Strategic Intelligence, RK Betts, T Mahnken – 2004, P.3
[7] RK Betts, T Mahnken, ibid, p.3
[8] Masters of War: Classical strategic thought, Handel, P.176
[9] Handel, ibid, p.172
[10] Handel, ibid, p.174
[11] Intelligence Power in Peace and War, Michael Herman, p.222
[12] Paradoxes of Strategic Intelligence, RK Betts, T Mahnken – 2004, P.5
[13] M. Borik, https://strategic–exploration.org/2019/08/24/على–هامش–كتاب–عن–الحرب–لكلاوزفيتس–الح-2/
[14] Paradoxes of Strategic Intelligence, RK Betts, T Mahnken – 2004, pp.1-2
[15] Charles B. Vandepeer, https://thestrategybridge.org/the-bridge/2020/10/27/surprise-and-shock-in-warfare-an-enduring-challenge
[16] MCDP 1 Warfighting Navy doctrine, 1997, p.43
[17] Military Strategy: A General Theory of Power Control, Joseph Wylie, Jr, p.81
[18] Paradoxes of Strategic Intelligence, RK Betts, T Mahnken – 2004, p.2
[19] Army Doctrine Publication (ADP) 6-0, Mission Command.
[20] Paradoxes of Strategic Intelligence, RK Betts, T Mahnken – 2004, p.2
[21] RK Betts, ibid, p.2
[22] “IDF Strategy Documents 2018-2022: On processes, Chiefs of Staff, and the Defense Forces,” Al-Dado Center, November 4, 2020.
تعليقات علي هذا المقال