تعيش أمتنا اليوم لحظات فارقة، تلكم القضية المركزية وفوق القطرية لأمتنا أحيت من جديد، ولكن هذه المرة بشكل مختلف تماما عن كل المرات السابقة، ليس الأمر عبارة عن بكائيات لاعتداءات الصهاينة على المسجد الأقصى، ولكن شهدنا حدثا عجيبا؛ اختارت المقاومة وقت بدء المعركة، وفاجأت العدو من حيث ظن أنه في مأمن.
تتابعنا في الوقت الحالي شاشات التلفاز بضربات مؤلمة لغزة والضفة، وأيضا بضربات توجهها المقاومة للمستوطنات، وحينها نتذكر قوله تعالى “إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا یَرۡجُونَۗ” (النساء: 104).
إن ما يحدث يجدد لدينا الأمل أن جذوة التغيير والتحرر لم تنطفئ ولن تنطفئ بإذن الله، مهما حاول المستبدون والمحتلون ومن عاونهم.
كان العدد الثاني لمجلتنا متزامنا مع معركة سيف القدس وكان مخصصا للحديث عن هذه المعركة والربيع العربي؛ وذلك لإيماننا العميق أن هناك ارتباطا وثيقا بين الظاهرتين، وأن الاستبداد والاحتلال وجهان لعملة واحدة.
في هذا العدد الخاص نعيد نشر بعض المقالات التي نشرت سابقا عن القضية الفلسطينية، بالإضافة لمقالين جديدين.
حيث يصحبنا مصعب السيار في تحليل استراتيجي عميق لمعركة طوفان الأقصى، مبينا أهمية عنصر المفاجأة في العلوم العسكرية والاستخبارية، وطارحا أسئلة هامة حول التعامل السياسي مع الإنجاز العسكري الذي تحقق في يوم السابع من أكتوبر.
فيما يحدثنا يوسف الدموكي عن صمت الخذلان وحديث الحياد، مركزا على نموذج لاعب الكرة محمد صلاح، كما يكشف لنا الدور الذي تلعبه الإمارات في السيطرة على المحتوى الذي يقدمه كثير من مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشرح لنا بالتفصيل رضوان الأخرس معركة أخرى تدور رحاها على صفحات فيسبوك وتويتر وانستجرام حيث تواجه الرواية الفلسطينية تحديات صعبة، فيما يسمح لرواية المحتل بالنفاذ والوصول لملايين البشر.
وليس بعيدا يستعرض محمود عناني دور وسائل الإعلام الغربية في تبني سردية المحتل، مسلطا الضوء على الجهد الذي يوجهه العدو لتحقيق هذا الهدف.
وختاما، يأخذنا أحمد عبد الحليم في رحلة بين الكتب، متأملا موقع القضية الفلسطينية في الشعر المصري، على مدى ٣ أجيال مختلفة.
اقرأ وشاركنا أفكارك
تعليقات علي هذا المقال