ما زالت السلطة في مصر تعقد انتخابات، إذ بذلك تكسب شرعية قانونية صورية، تفيدها في تعاملها مع العالم الخارجي. إذًا لماذا نهتم بانتخابات معروفة نتيجتها سلفًا؟ لأنه بعد إخماد الحالة الاحتجاجية على نظام السيسي، ظلت الانتخابات تحمل محاولات لمناوئة النظام القائم، وإن ظلت قاصرة وغير ناجحة.
الانتخابات في وضع كالذي تعيشه مصر ليست مهمة في ذاتها، بل هي فرصة للنظر في السياسة بمصر، ذلك أن الانتخابات ما زالت تمثل فرصة يحاول بعض الفاعلين السياسيين استغلالها لإحداث تغيير ما.
يمكن مشاهدة ذلك في نية بعض العسكريين ترشحهم للرئاسة، مثل سامي عنان الذي انتهى في المعتقل، ما يخبرنا أن الجيش المصري ليس بالضرورة على قلب رجل واحد كما يحاول النظام أن يصور.
كانت حملة خالد علي أيضًا مثالا آخر أن بقايا من القوى المدنية ما زالت باقية، وتحاول المنافسة على السلطة، وبالمثل، ظهور أحمد الطنطاوي اليوم مرشحًا محتملًا، يساعدنا على التفكير في أسباب شعبيته، وما يمكن أن تفرز حالته في الواقع السياسي المصري.
في البداية يعرفنا خالد العزب على شروط التغيير، كما يتحدث عن تأثير الاستقطاب وصراعات الهوية على احتمالات حدوثه، طارحا سؤالا محوريا وهو: من يهتم بانتخابات الرئاسة اليوم؟
وفي مقاله حول الديمقراطية الزائفة ينظر شادي إبراهيم في فكرة انتخابات بلا ناخبين، وصناديق بلا أصوات، إذ تحوِّل بعض نظم الحكم الديكتاتورية عملية الانتخابات إلى مسرحية هزلية، لا تهدف إلى معرفة رأي الشعب أو الاحتكام إليه في تحديد حكامه ومصيره، بل تصير عملية زائفة غير تمثيلية.
في حين يعود بنا مصطفى علي إلى الواقع المصري، عبر المقارنة بين انتخابات عام ٢٠٠٥ والانتخابات المنتظرة مطلع عام ٢٠٢٤، مشيرا إلى تغير كثير من المعطيات، بما في ذلك طريقة الحكم التي لجأ إليها مبارك والطريقة التي يعتمدها السيسي اليوم.
ويرصد معاذ لافي دور الإعلام المصري في تغطية الانتخابات والسياسة عموما في مصر، موضحا تأثير السيطرة الأمنية على كافة وسائل الإعلام المقروءة والمرئية داخل البلاد، عبر خطة الأذرع الإعلامية التي تبناها السيسي مبكرا.
وتسافر بنا دعاء عويضة جنوبا إلى دول القارة الإفريقية، لنتعلم دروسا مهمة عن الديمقراطية والانقلابات، عبر سرد وتحليل تجارب عدة لدول متنوعة، مركزة على نيجيريا وجامبيا وغانا.
ويشمل العدد الذي يحمل رقم عشرين كذلك على موضوعات متنوعة، إذ يحدثنا عمر عابدين عن ظاهرة العولمة كما يراها فلاسفة الاجتماع، من خلال ٤ مقاربات رئيسية هي الاقتصاد، والسياسة، والاجتماع، والتواصل الجماهيري.
وتعود بنا هند محروس إلى القارة الإفريقية حيث ترصد النفوذ الصيني المتزايد هناك، عبر مشروعات تجارية مثل طريق الحرير، وسياسات أمنية تشمل إقامة قواعد عسكرية، محاولة الإجابة على سؤال: هل يشكل هذا النفوذ فرصة للتعاون والتنمية؟ أم تهديدا خطيرا على مستقبل القارة السمراء.
ونختتم العدد بمقال محمد حسن حول ظاهرة هروب المواهب الرياضية من مصر، لا سيما لاعبي الإسكواش رغم التفوق المصري في اللعبة عالميا، والهيمنة على عرش البطولات، محاولا تقديم بعض الحلول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
اقرأ وشاركنا أفكارك
كيف يرى إعلام السيسي انتخابات الرئاسة؟
منذ أن تولى السيسي رأس السلطة في مصر عام ٢٠١٤، بدأت خطة ممنهجة لتقويض الإعلام، صحيح أن الإعلام...
قراءة المزيد
تعليقات علي هذا المقال