لعلك -عزيزي القارئ- قد استمعت إلى نقاش دار بين بعض الأصدقاء أو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول أي الأمور أهم لفهم الواقع: الاقتصاد، السياسة، الاجتماع، القوة العسكرية، الفلسفة، علم النفس أم غيرها؟.
سؤال خاض غماره الكثير من العلماء والمفكرين والفلاسفة وتأسست عليه مدارس فكرية وحركية، فلا توجد إجابة واحدة على هذا السؤال، لأن السؤال ذاته يحتاج إلى تفصيل: أي واقع نبتغي تفسيره؟ هل نبتغي تفسير أفعال الأفراد أم ظواهر تحدث على مستوى المؤسسات والجماعات، أم العلاقات بين الدول، أم تطورات تاريخية كبرى؟
حتى بعد تحديد السؤال، لا توجد إجابة واحدة، إذ إن هناك تخصصات علمية كاملة بمدارسها المختلفة تقوم على محاولة الإجابة على تلك الأسئلة.
أحد الإجابات المهمة على أسئلة من هذا النوع، أن كل تلك العوامل مهمة بشكل عام، غير أن أهميتها تختلف باختلاف السياق، فتفسير فعل الفرد قد يكون العامل الاقتصادي فيه أكثر العوامل أهمية في لحظة ما، والعامل الفكري أهم في لحظة أخرى من فعل نفس الشخص، والأصل في الأمور التعقد والتشابك.
ومن هذا المنطلق، فإن مجلتنا ترى كل فروع العلوم مهمة، وتحاول أن تقدم لقرائها الأعزاء -قدر المستطاع- قَبَسًا من تلك العلوم المتنوعة، كما سترى في عددنا الحادي عشر.
مقالات العدد
يقدم لنا خالد العزب موضوعا عن علم النفس، يتناول خلاله الاستقطاب السياسي من زاوية العاطفة والمشاعر، حيث نتعرف معه على ظاهرة الاستقطاب المغلوط وتأثيرها على الصحة النفسية، بالإضافة للتأثير السلبي الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في نقاشاتنا اليومية.
ويطوف بنا معاذ لافي بين أحياء القاهرة المملوكية، مقدما فهما عميقا للعلاقة بين سلاطين المماليك وشيوخ الصوفية، من خلال تحليل أثري للعمارة الجنائزية التي تركوها.
فيما تصحبنا دعاء عويضة في جولة بدول حوض النيل، حيث تستعرض علاقات مصر معها، وكيف تأثرت بمشروع سد النهضة، لتجيب عن سؤال: لماذا عجزت مصر عن استخدام الحل العسكري؟
ويحكي لنا مصطفى علي تفاصيل حياة الصنايعية في مصر، ومعاناتهم بين هجرة حرفهم التقليدية واللجوء إلى التوك توك.
بينما يواصل إسماعيل عرفة تعريفنا بتاريخ المثليين في الغرب، عبر تتبع المحطات الفاصلة في الصراع الذي خاضوه ضد أربع أعداء، وكيف نجحوا في التغلب عليهم جميعا، ليحظوا اليوم بمكانة، خاصة بعدما كانوا عرضة للسجن والحرق.
وتغوص بنا يارا خليل في ثنايا كتاب التأويل الحداثي للتراث، مستعرضة مآخذ الكاتب على المستشرقين، وانتقاداته للحداثيين العرب الذين اعتمدوا في قراءتهم للتراث على الفلسفة الغربية، لتصبح استنتاجاتهم محل شك من البعض.
ويصحبنا عبد الرحمن أحمد في رحلة إلى روسيا لنفهم معه أفكار الحركة الأوراسية الجديدة بقيادة ألكسندر دوجين وهو المفكر المقرب من بوتين وصاحب كتاب “الخلاص من الغرب”، الذي يروج خلاله لاستعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية.
كما يهاجر بنا عمر عابدين في رحلة بين الجزائر وفرنسا، يتتبع خلالها أعمال عبد المالك صياد حول هجرة ثلاثة أجيال من الجزائريين، مركزا على أبعاد الهوية والعلاقة مع الوطن الأم، وهو ما قد يساعدنا في فهم الهجرات المصرية، شرقا إلى دول الخليج، وغربا إلى أمريكا وأوروبا. اقرأ وشاركنا أفكارك.
تعليقات علي هذا المقال