تحرّكنا أمورّ كثيرة كأفكارنا، ومشاعرنا، ومنافعنا، وآراء المحيطين بنا. فهم تلك الدوافع والتجاوب معها أساسي لأي مشروع اجتماعي سياسي يأمل أن يغيّر الواقع. في عالم المثقفين الذي تنتمي إليه مجلتنا، تأتي الأفكار والمشاعر على رأس المجالات التي يتفاعل معها المثقفون في سبيل تشكيل وعي المتلقي نحو ما يعتقدونه أصوب وأصلح، غير أن الفكر والشعور تختلف طرائقهما وإن كان من المستحيل الفصل بينهما.
فالوصول إلى فكر رصين يحتاج علمًا يستلزم جهدًا مضنيًا في الالتزام بمنهجيات بحثية وتدقيق وتمحيص قد يستغرق سنينًا، والمفكر أو الباحث يحاول إخضاع كل تحيزاته ومشاعره لعملية التدقيق تلك، أما الوصول إلى شعور يملك الفؤاد فيحتاج فنًّا يتمظهر في أغنية ينقل فيها الملحن والمؤلف والمغني سخطًا أو أملًا أو قوة، أو في رواية تجعل القارئ يرى الدنيا من جديد، أو في خطاب من خطيب مفوه يرجّ أنحاء سامعيه.
العلم يسائل كل شيء قبل أن يقرّه، والفن يعبر عن كل شعور، فالشعور كافٍ لأن يقره. ولمعرفتنا أن العلم والفن ضروريان، تحاول مجلتنا أن تلم بالعالمين، آملين أن يكون في ذلك إثراء لعقل القارئ وقلبه.
في عددنا التاسع والذي يتزامن نشره مع عيد الفطر المبارك نقدم لكم باقة من أمتع المقالات، في البداية يتتبع محمود هدهود الميلاد العصيب للوطنية المصرية، ثم يناقش عبد الرحمن حسام فكرة عمير أنجم حول الخلافة كبديل ممكن ووحيد أمام المسلمين، ويمتعنا يوسف الدموكي بقلمه حين يصحبنا معه إلى عالم الرواية.
فيما يرصد حمدان العكله سياسة التفاهة في الإعلام الرسمي لأنظمة الحكم العربية، وتأخذنا مريم تولتش في رحلة إلى البوسنة والهرسك حيث نتعرف على سبب اعتناق السكان هناك للإسلام، ويلخص لنا التاه محمد حرمة كتاب دايفيد شوتر حول العلاقات المدنية العسكرية، وأخيرًا يعرض لنا أحمد الخطيب واحدًا من أكثر الأفلام السينمائية فلسفة وغموضًا. اقرأ وشاركنا أفكارك حول هذه المواضيع.
تعليقات علي هذا المقال