خلال الأسابيع الأخيرة كانت انتفاضة الشعب الفلسطيني في كل أرضه المحتلة والمحررة هي الحدث الأبرز الذي شغل الساحة العالمية بلاشك، وأعاد هذه القضية لبؤرة الاهتمام من جديد بعد سنوات من خفوتها ومحاولات متكررة لتصفيتها. إننا نؤمن أن ثمة ارتباط وثيق بين ثورات الربيع العربي والانتفاضات الفلسطينية، فكلها تنطلق من شعور المواطن العربي – لا فرق إن كان في القدس أو القاهرة أو تونس أو الرباط أو بغداد أو السودان إلخ- بمأساوية واقعه بين احتلال بغيض ودكتاتوريات غاشمة يخدم كل منهما الآخر. وأمام هذا الواقع لم تزل الانتفاضة الفلسطينية تتكرر، وما فتئت موجات الربيع العربي أن انطلقت من جديد بعد أقل من عقد على موجته الأولى.
في هذا الإطار، قررنا أن نخصص هذا العدد لفهم أبعاد هذه الانتفاضات، خاصة انتفاضة القدس الأخيرة، وثورة 25 يناير، بالإضافة إلى الموجة الثانية للربيع العربي.
نفتتح العدد بمحاولة لفهم الجذور الاجتماعية والثقافية للثورة في إطارها النظري، مطبقّة على الحالة المصرية. يأتي بعد هذا مقال يشرح أهمية معركة سيف القدس في بث الروح بجسد القضية الفلسطينية، وآخر يزود الكاتب بأبجديات الفهم العسكري للصراع القائم بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال. يقدم المقال الرابع قراءة للموجة الثانية من الربيع العربي التي اندلعت في السودان والجزائر والعراق ولبنان، في محاولة لفهم علاقتها بالربيع الأول ونتائجها. تأتي بعد ذلك ثلاثة مقالات تناقش الثورة المصرية بين جيلها الفاعل ومركزية الدولة في الفكر السياسي المصري ودور تلك الدولة في مقاومة أي تغيير حقيقي. ثم ينتهي العدد بمقالين عن القضية الفلسطينية مجددًّا بين حضورها في الشعر المصري والتضييق عليها في المنصات العالمية.
تعليقات علي هذا المقال