عالمنا مليء بالتحديات! لكن تلك طبيعة العالم.
يحاول الكثير من المهتمين بالشأن العام تقديم ما يستطيعون لخدمة الناس في مواضيع شتى (تحسين الوضع الاقتصادي للفقراء، تحسين أوضاع حقوق الإنسان، دعم مشاريع الشباب، أو توفير فرص تعليم وتدريب، إلخ). يتبادر إلى ذهن الكثيرين أن أولئك المهتمين بالمجال العام هم النشطاء (السياسيون، أو الحقوقيون، أو النقابيون، أو منظمات المجتمع المدني) وفقط. ورغم أن النشطاء فاعل جوهري في عملية التغيير من خارج إدارة الدولة، إلا أن الناس تغفل عن لاعب آخر لا يقل أهمية وهو: العلماء والباحثون.
تحتاج عملية التغيير إلى عمليتين شديدتا الحاجة لبعضهما البعض: الفكر والحركة أو الوعي والسعي. فالحركة تحتاج إلى فهم للواقع أولًا، وتوجه معياري ثانيًا، وكلاهما في عالم الأفكار لكن اتصالهما بالحركة شديد. والفكر في حاجة لدراسة الحركة بشكل دقيق ليفهم دينامياتها وتطوراتها وتحدياتها واحتياجاتها، فيفيد بها الحركة بعد ذلك، وهكذا.
تقدم علوم الاجتماع للمهتمين بالتغيير أدوات مفيدة يمكن البناء عليها خاصة في فهم الواقع. ورغم أن السنوات الماضية شهدت توجه كثير من الشباب نحو دراسة العلوم الاجتماعية والإنسانية، فإن ما يدرسوه قد يبقى حبيس الخبراء
والمتخصصين. لذلك ارتأت مجلة سبل أن تجعل عددها الخامس مساحة يتعرف فيها القارئ على أمثلة عملية لدور علوم الاجتماع في تحسين أوضاعنا.
يهدف هذا العدد أن يضم مشاركات حول بعض فروع العلوم الاجتماعية بحيث تحتوي كل مقالة على:
-
تعريف مختصر بالمشكلة التي يتناولها العلم بالدراسة.
-
نماذج أثّر فيها العلم بشكل إيجابي في واقعنا المصري.
-
نماذج لمشاكل من واقعنا المصري يمكن للعلم أن يساعد في فهمهما وحلّها.
كما لم ننس عرض موضوعات تاريخية وفنية ونفسية أبدع كٌتَابنا في أبواب المنوعات في تقديمها كي تكون إضافة قيمة لهذا العدد الذي نتمنى أن ينال إعجابكم.
تعليقات علي هذا المقال