سبل
  • الرئيسية
  • الاقسام
    • إجتماع
    • إعلام
    • إقتصاد
    • تاريخ
    • رياضة
    • سياسة
    • فن وسينما
  • أعداد المجلة
  • كُتّاب المجلة
  • لماذا سبل
  • عن رواق
  • أكتب معنا
لا يوجد نتائج
View All Result
مجلة سبل
  • الرئيسية
  • الاقسام
    • إجتماع
    • إعلام
    • إقتصاد
    • تاريخ
    • رياضة
    • سياسة
    • فن وسينما
  • أعداد المجلة
  • كُتّاب المجلة
  • لماذا سبل
  • عن رواق
  • أكتب معنا
لا يوجد نتائج
View All Result
مجلة سبل
لا يوجد نتائج
View All Result
الرئيسية الأعداد العدد الثالث و العشرين

منذ ولادته إلى الآن: كيف تمرحل حزب الله في ظل التحديات والحروب؟ (1-2)

أحمد سيف النصر كتب أحمد سيف النصر
3 مايو، 2025
في العدد الثالث و العشرين
A A
0
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

في تاريخه الممتد لأربعة عقود، مرّ حزب الله بتحديات وأطوار مختلفة، فمذ أعلن عن نفسه للعالم عام 1985، أدى أدوارًا تركزت في الأساس ضد الاحتلال الإسرائيلي خلال الثمانينات، ثم توسع في المشهد السياسي المزدحم في لبنان خلال التسعينات، وفي الألفية فرض وجوده، ونجح في تحويل المخاطر التي هددت بقاءه إلى فرص ستراتيجية، وبعدها انتقل إلى لعب أدوار إقليمية، وأصبح من أهم الحركات المسلحة في المنطقة.

لفهم تطور حزب الله وتحولاته، سنناقش كتاب “حزب الله: الانخراط السياسي ومفارقاته التراجيدية”، الذي يشرح فيه الباحث اللبناني وأستاذ العلوم السياسية أدهم صولي اللحظات المحورية التي شكلت مسار حزب الله منذ أيامه الأولى، مرورًا بمراحل نموه وتموضعاته الأخيرة.

في هذا المقال سنتناول الحزب من النشأة إلى العام 2000، على أن نستكمل في العدد القادم ما تلا ذلك من أحداث. وتجدر الإشارة إلى أن صولي لا يتتبع الأحداث التاريخية التي مر بها حزب الله فحسب، بل يتعمق في الظروف السياسية والاجتماعية وطبيعة الصراع في لبنان والمنطقة، والتي شكلت هوية ومسار حزب الله، وهذا أهم ما يميز الكتاب، لكنه في الوقت نفسه لا يقدم صورة واضحة لمنتقدي حزب الله داخل لبنان أو في المنطقة.

غلاف كتاب “حزب الله: الانخراط السياسي ومفارقاته التراجيدية” الصادر عن جامعة أدنبرة البريطانية عام 2019.

التكوين الجيني: (1978-1990)

يفتتح صولي كتابه بسؤال مركزي: كيف أصبحت حركة تأسست وسط الفوضى والاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982 لاعبًا رئيسيًا على الساحة الإقليمية اليوم؟ لا تكمن الإجابة فقط في قدرة حزب الله على التكيف مع التحولات السياسية المحلية والدولية، بل تكمن أيضًا في العملية المعقدة التي يسميها صولي بـ”التنشئة الاجتماعية – socialization”. أي محاولة تأثير الحزب وتأثره بكل المتغيرات حوله.

وبدلًا من تجريد حزب الله من سياقه وتاريخه وتصويره ككيان مغلق؛ يصوره صولي كحركة تتفاعل مع بيئتها وتغتنم الفرص وتعيد تشكيل استراتيجياتها. في الواقع يضع تحليل صولي حزب الله في إطار التطورات الاجتماعية والسياسية والدينية في لبنان والشرق الأوسط، ويرى أن حزب الله نتاج لثلاثة أحداث مترابطة، أسهمت جوهريا في ولادته وفي مساره بعد ذلك.

أولها حركة الصحوة الشيعية في لبنان التي قادها موسى الصدر منذ ستينات القرن العشرين، ثم الغزو الإسرائيلي لبيروت عام 1982، وثورة إيرانية قدمت الأمل للشباب الشيعة اللبنانيين، وهذا الوضع الفوضوي هو ما أدى إلى ظهور حزب الله سرًا في عام 1982.

ولكن من المهم استكشاف الأرضية الخصبة في لبنان في ذلك الوقت، التي جعلت من ظهور حزب الله أمرًا ممكنًا، ففي الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، انقسمت مجتمعات لبنان، واختلقت كل طائفة أسطورتها الوطنية ورؤيتها السياسية، وكان لكل منها ميليشياته ورعاته الخارجيين.

وفي عام 1982، انضمت حركة أمل الشيعية إلى لجنة الإنقاذ الوطني للتفاوض مع الولايات المتحدة وإسرائيل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبنان، وهو الأمر الذي رفضه عدد من الحركات الشيعية، منها حزب الدعوة وشخصيات إسلامية من حركة أمل، باعتباره وسيلة لإضفاء الشرعية على الغزو الإسرائيلي.

  • إدراج بوست

في الواقع، كان وصول الدبابات الإسرائيلية إلى بلاد الأرز في يونيو/حزيران 1982 بمثابة البداية لتعبئة جزء من العالم الشيعي لحمل السلاح ضد الغازي. وفي الخفاء عام 1982، تجمع العديد من الشيعة في البقاع، بما في ذلك حركة أمل الإسلامية التي تشكلت حديثًا، وأعضاء حزب الدعوة اللبناني، اندمجوا معًا ووضعوا الأساس لما سيصبح لاحقًا حزب الله. وبعبارة صولي: “وُلد حزب الله بدافع الانتقام من الاحتلال الإسرائيلي”.

ووفقًا لنعيم قاسم، قدمت البقاع ذات الأغلبية الشيعية ملاذًا استراتيجيًا للحركة الناشئة، كما وافق الخميني على هذه الحركة وأرسل فرقة من الحرس الثوري الإيراني إلى البقاع بهدف إقامة معسكرات تدريب، ومنها تأسست أولى الهياكل المسلحة لحزب الله، ومع ذلك، لم يعلن حزب الله رسميًا عن وجوده. ومن اللافت أن علَم حزب الله كان مستوحى بوضوح من علم الحرس الثوري الإيراني.

بحلول عام 1984، أنتجت لبنان عددا من الجهات المسلحة التي قاتلت لأجل إملاء رؤاها السياسية وفرض سيطرتها على البلد، ويشير صولي إلى أنه في ذلك الوقت، كان في لبنان 186 جماعة مسلحة تنافست في معارك دامية من أجل أهدافها ومصالحها، وعادة بدعم من رعاة خارجيين.

ومثله كمثل كل الفصائل اللبنانية الأخرى، أراد حزب الله أن ينحت مساحة لنفسه في لبنان المنقسم، وأعلن عن نفسه للعالم في ما أسماه “الرسالة المفتوحة للمستضعفين في لبنان والعالم” في 16 فبراير 1985.

وفي بيانه التأسيسي، كشف حزب الله عن أهدافه الاستراتيجية، وأعلن عن هويته وانتمائه إلى حركة عالمية يقودها الخميني، وليميّز نفسه عن حركة أمل، استخدم خطابًا ركز على الأمة الإسلامية بدلًا من الأمة اللبنانية، كما حدد مجموعة من الأهداف التي يسعى إليها، كتحرير فلسطين ودعم المظلومين في العالم، وإنهاء النظام الطائفي الممقوت، وأن يكون لبنان خاليًا من النفوذ الإسرائيلي والغربي وحلفائهم المحليين.

إن الالتزام بمفهوم ولاية الفقيه الذي صاغه الخميني وأيّده بعض فقهاء الشيعة اللبنانيين، سيكون محوريًا في أيديولوجية حزب الله السياسية، ففي بيانه التأسيسي؛ ذكر حزب الله أنه “يلتزم بأوامر قيادة واحدة، حكيمة، عادلة، تتمثل في الولي الفقيه”.

  • إدارج بوست

بالنسبة لعدد من المراقبين، فإن البيان التأسيسي لحزب الله عام 1985 يُعَد شيئًا من الماضي، يعكس البدايات قبل أن يتعلم الحزب الاعتدال والبراغماتية خلال ما سمي بـ “اللبننة”، ويعتقد آخرون أن أيديولوجية حزب الله وأهدافه قد تكيفت مع الظروف المحلية المتغيرة طوال وجوده، ويشيرون إلى الوثيقة السياسية الجديدة لحزب الله في عام 2009 للزعم بأنه غير أيديولوجيته.

لكن صولي من خلال دراسته المحطات التي مر بها حزب الله، يرى أن هذه الآراء غير دقيقة، ويُظهر صولي أن الأيديولوجية التي تبناها حزب الله في عام 1985 تُشكل إلى اليوم مكونًا أساسيا لهوية حزب الله وأساس بقائه، وكذلك تمثل أهمية بالغة للتماسك الداخلي في الحزب وقدرته على حشد الأعضاء والاحتفاظ بهم، ورؤية العالم وتبرير القرارات.

في أعلى هيكل حزب الله يقف مجلس الشورى، ويتألف من ثمانية أعضاء، يرأس خمسة منهم مجالس مختلفة وهي الهيئة الحاكمة لحزب الله، إذًا أين يقع الفقيه – خامنئي الآن – في هذا الهيكل الهرمي؟ لا يتدخل الفقيه في إدارة الشؤون اليومية، ولكن له السلطة العليا في الشؤون الاستراتيجية والدينية والسياسية الرئيسة. ويمثّل الفقيه في لبنان من خلال وكيل شرعي، لسنوات عديدة، كان نصر الله هو الممثل، والآن أصبح الشيخ محمد يزبك.

وبالتالي مفهوم ولاية الفقيه، يضع المرشد الأعلى لإيران في قلب سلطة حزب الله، ويجعله صاحب الكلمة الأخيرة في المسائل الاستراتيجية المتعلقة بالحرب والسلام؛ لأن إرشاداته وأوامره ملزمة دينيًا، كما يُنظر إليه على أنه نائب الإمام الغائب.

ويصف أعضاء حزب الله علاقتهم مع ولاية الفقيه بأنها علاقة عضوية. وعلى هذا النحو؛ فإن حزب أكثر من مجرد حزب سياسي عسكري، وعلاقته بإيران لها بُعد يميزها عن التحالفات التقليدية بين الدول والحركات المسلحة.

ويلاحظ الشيخ شفيق جرادي أن هوية حزب الله وسلوكه مشروطان بثلاثة معتقدات دينية وسياسية، الأولى تتعلق بالماضي من خلال الانتماء إلى التقاليد الشيعية والتركيز الخاص على الإمام علي واستشهاد الإمام الحسين، والثانية تتعلق بالحاضر من خلال ثورة الخميني، والعامل الثالث يتعلق بالمستقبل من خلال التحضير لعودة الإمام الشيعي الثاني عشر.

إرساء أسس “مجتمع المقاومة”: (1990-2000)

وجد صولي أن حزب الله في مرحلته الجينيَّة في ثمانينات القرن العشرين لم يكن يحاول إقامة دولة إسلامية في لبنان، بل إنه لم يكن أصلًا قادرًا على فعل ذلك، بل كان يصارع على البقاء والوجود. ففي ثمانينات القرن العشرين المضطربة، كان حزب الله ما زال في طور التكوين، وافتقر إلى التماسك والانضباط والحاضنة الشعبية، كما دخل في صراع مسلح مع قوى أخرى على الساحة الإسلامية؛ والساحة الشيعية على وجه الخصوص.

كانت الخلافات الأيديولوجية والسياسية بين حركة أمل وحزب الله وراعيتيهما الخارجيتين سوريا وإيران، قد أدت إلى صراع دموي بين الطرفين، شمل اغتيالات لقادة وخطف وتفجيرات وحملات دعائية، ومقتل وإصابة الآلاف، وتقسيم الأسر والأحياء والمجتمع الشيعي على نطاق واسع.

وبحلول مايو/أيار 1988، فقد حزب الله وجوده العسكري في جنوب لبنان، وحوصر في الضاحية، وقُيِّدت حركته في البقاع الخاضع لسيطرة سوريا. وقتها شعر حزب الله أن حلفاءه وأعداءه يريدون على الأقل نزع سلاحه، وفي أسوأ الأحوال القضاء عليه.

أما إيران -التي فشلت في فرض حل وسط على الحركتين الشيعيتين- لم تتسامح مع فكرة القضاء على حزب الله، وكانت في الوقت نفسه كارهة لتعريض الشراكة مع دمشق للخطر، فتحركت في اتجاهين، سعت أولًا إلى دعم حليفها اللبناني، وثانيًا حاولت التوصل إلى تسوية مع دمشق.

وفي السادس من مايو/أيار 1988، أعدم حزب الله ثلاثة من قادة حركة أمل، وبدعم من الحرس الثوري الإيراني، هاجم معاقل حركة أمل في الضاحية الجنوبية، وبنهاية شهر مايو/أيار؛ تمكن حزب الله من السيطرة على الأحياء الرئيسية في الضاحية الجنوبية بطريقة منضبطة، فتراجعت حركة أمل والسوريون. وهذه المعارك العسكرية أسست لوجود حزب الله بالضاحية حتى اليوم.

 

  • إدراج بوست

 

أنهى اتفاق الطائف عام 1989 الحرب الأهلية اللبنانية رسميًا، لكن على عكس الميليشيات والجماعات الأخرى؛ سُمح لحزب الله بالاحتفاظ بأسلحته، وكان ذلك بسبب عاملين: استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان الذي وفر دافعًا لاستمرار المقاومة، وتحسن علاقة حزب الله مع سوريا.

وفي حين نأى حزب الله بنفسه عن النظام السياسي اللبناني في الثمانينات، فقد سعى في  التسعينات إلى الاستفادة من الفرص المتاحة في النظام الجديد. ومع وجود المساعدات الإيرانية والموافقة السياسية السورية، تحققت الظروف لنمو حزب الله.

يوضح صولي أن حرب حزب الله ضد إسرائيل تطلبت تطويرًا مستمرًا في القدرة العسكرية، لذا كانت النتيجة ظهور حركة مسلحة بقوة فاقت الجماعات اللبنانية الأخرى وربما الجيش اللبناني. ولكن لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى أدرك حزب الله أن النواة العسكرية تتطلب قاعدة اجتماعية تمكنه من التعبئة الأيديولوجية والعسكرية والسياسية.

وفي وقت كانت أغلب القوى السياسية اللبنانية مشغولة بالمغانم والمحاصصة، كان حزب الله يعمل بعناية واستراتيجية لبناء واقع اجتماعي جديد؛ من أجل تمكينه من العمل داخله ومن خلاله.

وطوال تسعينات القرن العشرين وضع حزب الله الأسس لإنشاء ما أسماه نعيم قاسم “مجتمع المقاومة”، وذلك من خلال توفير شبكة من المدارس والمعاهد وبرامج الرعاية الاجتماعية الأخرى، وتوظيف وتدريب عشرات الآلاف من اللبنانيين الشيعة وربطهم بالحزب بشكل مباشر.

لقد شكّل الفراغ الاجتماعي والاقتصادي الذي خلفته الحكومات اللبنانية المتعاقبة بعد الحرب فرصة لحزب الله لملء هذه الفجوة. ويوضح صولي كيف وفّر استثمار الحزب في المجتمع الشيعي فرصة كبيرة عززت من وجوده في لبنان، فالمجتمع الشيعي لا يوفر لحزب الله الأصوات أثناء الانتخابات فحسب، فضلًا عن النفوذ داخل مؤسسات الدولة، بل إنه يشكل أيضًا المصدر الوحيد للمقاتلين المخلصين، ونقطة انطلاق مهمة لتحقيق حزب الله أهدافه.

وهو ما عبر عنه حسن نصر الله بالقول: “إن الهدف الأساسي من كل الجوانب الاجتماعية والتربوية والسياسية والإعلامية والثقافية والتنظيمية والخدماتية التي يقوم بها حزب الله في كل المناطق ومع كل القوى السياسية، هو دعم وتعزيز المقاومة والحفاظ على استمراريتها”.

وفي نقطة غاية في الأهمية، يشير صولي إلى أن كل الأطراف الفاعلة في لبنان تعتقد أن الدولة اللبنانية ضعيفة، وتتصرف من خلال تعزيز قوّتها الذاتية، وبذلك تعزز ضعف الدولة.

والمفارقة في النظام السياسي في لبنان أن الطوائف المختلفة تريد الانتماء إلى الدولة، ولكنها في نفس الوقت تسعى للحفاظ على استقلالها، وهذا بالضبط ما فعله حزب الله، من خلال بناء خدماته الاجتماعية وقدرته العسكرية المستقلة بعيدًا عن أي هدف لبناء الدولة، لكنه في الوقت نفسه مندمج في النظام السياسي اللبناني وموجود في مؤسسات الدولة. وبعبارة صولي فإن “حزب الله لديه إمكانات دولة”.

كذلك أعاد حزب الله إنتاج الروايات التاريخية التي استخدمها أداة تعبئة لكل من الحزب وأنصاره، واللافت أن إحياء حزب الله ذكرى كربلاء واستشهاد الإمام الحسين، يخدم أهداف الحزب واحتياجاته. ويشير “هاشم صفي الدين” إلى أن إحياء ذكرى عاشوراء يشكّل “فرصة مهمة للدخول في الأحداث السياسية المعاصرة وتحليلها وفهمها في ضوء معركة كربلاء”.

في الواقع، تغيرت الأمور كثيرًا بالنسبة لحزب الله منذ بداية التسعينات، إذ بات في مرحلة استقرار، وحرص على إضفاء الشرعية والقبول الاجتماعي لوجوده، وهو ما استلزم كذلك تبني الهوية اللبنانية، وكبْح جماح سلوكه العسكري، وإعادة صياغة صورته بما يتوافق مع النظام الجديد في لبنان.

وبعد حوالي عشر سنوات من تأسيسه، قرر المشاركة في الانتخابات بلبنان، وانضم إلى البرلمان عام 1992 وبدأ في التحالف مع أحزاب أخرى تتشابه معه في الآراء؛ كشريكه الشيعي حركة أمل. وقد ساعدت هذه التحالفات في إضفاء الشرعية على حزب الله، ولكنها كانت أيضًا حاسمة لتحقيق التوازن ضد منافسيه، وفي نفس الوقت رفض حزب الله الانضمام إلى الحكومة في ذلك الوقت، إذ اعتبر أنه لن يحقق منها شيئا.

حاول حزب الله تغيير الصورة النمطية والاتهامات التي أطلقها عليه منافسوه، والتي صوّرته وكيلًا إيرانيًا، لذا أعاد تقديم صورته بما يتناسب مع السياق اللبناني، وكذلك أعاد صياغة المقاومة في مشروع وطني يشمل جميع اللبنانيين.

وبدأ في عرض العلم اللبناني في اجتماعاته ومناسباته الرسمية، واستبدل شعار الحزب من “الثورة الإسلامية في لبنان” إلى “المقاومة الإسلامية في لبنان”، وأكد على الحاجة إلى الحوار وتحييد الاختلافات الأيديولوجية مع الفصائل الأخرى.

وعلى عكس الثقافة السائدة التي اعتقدت أن “قوة لبنان في ضعفه”، قدم حزب الله سردًا وخطابًا بديلًا دعا من خلاله إلى دولة تحرس المقاومة، وصاغ معادلة أن قوة لبنان تكمن في وحدة “جيشه وشعبه ومقاومته”.

في التسعينات خاض حزب الله حربين صغيرتين ضد إسرائيل في عامي 1993 و1996، وأثبت جدارته فيهما وصولًا إلى أن أعلن انتصاره الأكبر عام 2000، عقب انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بعد خمسة عشر عامًا من الاحتلال، وهي اللحظة التي أكسبت الحزب تقدمًا استراتيجيًا واحترامًا غير مسبوق في لبنان والعالم العربي.

ويشير صولي إلى أن مقاومة حزب الله ضد إسرائيل حولت الشيعة في لبنان من ضحية إلى منتصر، ففي اللغة والتصورات اللبنانية، لم يعد الشيعة طائفة المحرومين، بل أصبحوا قوات صاعقة، وبدأت الضاحية إلى جانب المجتمعات الشيعية في جميع أنحاء لبنان في التقرب من حزب الله.

مع ذلك، دفع الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 العديد من اللبنانيين إلى التساؤل عما إذا كان الوقت قد حان لنزع سلاح حزب الله، كما أن نفوذ الحزب المتزايد عسكريًا وسياسيًا أثار مخاوف الجماعات الطائفية الأخرى.

لكن الحزب برر تمسكه بسلاحه بأن إسرائيل ما تزال تحتل أراضي بالقرب من الحدود، بما في ذلك مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، كما أكد حسن نصر الله أنه حتى لو “تجاهلنا قضية مزارع شبعا، فإن أسلحة المقاومة ستظل مبررة للدفاع عن لبنان”.

في المقال القادم نستعرض تاريخ الحزب في الألفية الثالثة، وما التحديات التي تواجهه في الوقت الحالي.

مقالات متعلقة

مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء
الأعداد

صعيد مصر بين المخيلة التاريخية والواقع المعاصر

كتب يارا خليل
3 مايو، 2025
0

تحاول تلك المقالة أن تشرح البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لصعيد مصر عبر حقب مختلفة، كانت شاهدة على حضارة عظيمة...

قراءة المزيد
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

3 مايو، 2025
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

حرب الكل ضد الكل: قراءة مختلفة لثورة يناير

3 مايو، 2025
افتتاحية العدد

افتتاحية العدد

3 مايو، 2025
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

السؤال.. وإنتاج الوعي.. تحليق فلسفي

3 مايو، 2025
المقال التالي
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

صعيد مصر بين المخيلة التاريخية والواقع المعاصر

تعليقات علي هذا المقال

ترند الأسبوع

  • افتتاحية العدد الحادي والعشرين: انتخابات بلا ديمقراطية

    العولمة كما يراها فلاسفة الاجتماع

    0 مشاركات
    Share 0 Tweet 0
  • سيد قطب: حياته وأفكاره

    0 مشاركات
    Share 0 Tweet 0
  • سوسيولوجيا الهجرة: عبد المالك صياد مثالًا

    0 مشاركات
    Share 0 Tweet 0
  • معركة ملاذكرد: كيف غيرت الاستراتيجية العالمية؟

    0 مشاركات
    Share 0 Tweet 0

جديد المجلة

مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

صعيد مصر بين المخيلة التاريخية والواقع المعاصر

3 مايو، 2025
افتتاحية العدد

افتتاحية العدد

3 مايو، 2025
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

السؤال.. وإنتاج الوعي.. تحليق فلسفي

3 مايو، 2025
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

مصر تتبنى سياسات خارجية جديدة مع تغيرات في الأجهزة الأمنية

3 مايو، 2025
مجلة سبل

© جميع الحقوق محفوظة سبل 2022

لا يوجد نتائج
View All Result
  • الرئيسية
  • الاقسام
    • إجتماع
    • إعلام
    • إقتصاد
    • تاريخ
    • رياضة
    • سياسة
    • فن وسينما
  • أعداد المجلة
  • كُتّاب المجلة
  • لماذا سبل
  • عن رواق
  • أكتب معنا

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist