سبل
  • الرئيسية
  • الاقسام
    • إجتماع
    • إعلام
    • إقتصاد
    • تاريخ
    • رياضة
    • سياسة
    • فن وسينما
  • أعداد المجلة
  • كُتّاب المجلة
  • لماذا سبل
  • عن رواق
  • أكتب معنا
لا يوجد نتائج
View All Result
مجلة سبل
  • الرئيسية
  • الاقسام
    • إجتماع
    • إعلام
    • إقتصاد
    • تاريخ
    • رياضة
    • سياسة
    • فن وسينما
  • أعداد المجلة
  • كُتّاب المجلة
  • لماذا سبل
  • عن رواق
  • أكتب معنا
لا يوجد نتائج
View All Result
مجلة سبل
لا يوجد نتائج
View All Result
الرئيسية الأعداد العدد الثالث و العشرين

السؤال.. وإنتاج الوعي.. تحليق فلسفي

أ. م. (كاتب مصري وراء القضبان) كتب أ. م. (كاتب مصري وراء القضبان)
3 مايو، 2025
في العدد الثالث و العشرين
A A
0
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

السؤال.. وإنتاج الوعي.. تحليق فلسفي

لا شك أن السؤال والجدل الدائر بين المثقفين يُعدّ بمثابة سجل أمين على مجتمع في لحظة تاريخية معينة. فكيف لنا أن نفهم مجتمعًا معينًا بعيدا عن سجالات عصره وأسئلة مثقفيه ولغة نخبته على اختلاف أطيافهم ومشاربهم؟

إن السؤال المطروح في عصرٍ ما؛ هو روح هذا العصر وممكناته للتطلع إلى الأمام أو التلذذ بالهاوية. ومع اشتداد التساؤل، ومع محاولة الإجابة عليه والاستجابة الواعية له، ينفتح عصر جديد.

في ليلةٍ ماطرةٍ من ليالي كوبا الثائرة، جلس تشي جيفارا وسط معارك مفتوحة الاحتمالات. (باتيستا) لم يكن لديه أي مانع يحول دون استئناف المعارك على المتمردين مهما كانت الكلفة، وكانت الثورة على الطرف الآخر تعبّر عن نفسها بأشعار بابلو نيرودا: ألا ما أجمل الخبز والرصيف، وأيام العشاق والثوار.. كان حلم الجميع أن يقضى على باتيستا بينما كان يتكثف في عقل ثائرنا الموعود جيفارا سؤال آخر: “ماذا لو نجحت الثورة في كوبا؟ هل نستطيع أن نبني مجتمعًا جديدًا بإنسان قديم؟ تلك هي عقدة موقفنا!”

ومن رحم تلك الأسئلة تتولد عصور جديدة، فـ”القطيعة مع الماضي” ليست مطلوبة؛ وهي عندي تعادل “الإقامة فيه”، كيف ننفخ في أزماتنا فتصير قادرة على التنوير؟

أنا لا أكتب لأقنع أحدًا، أنا أقل من ذلك بكثير. أنا اكتب لأفهم؛ فالكتابة جزء من صيرورة الفهم عندي كما وصفت الفيلسوفة حنة أرنت. إذن لأفهم!

وفاة النبي صل الله عليه وسلم “تكيف سلبي وآخر إيجابي”

طرحت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إشكالا كبيرا حول سرديتين للواقع؛ كلتاهما تحاول الإجابة عن سؤال بديهي: (ماذا يحدث للنبي الآن؟)، يقترح علينا د. عبد الله النفيسي في كتابه “صهوة الكلمة” أن استجابتنا للواقع تمر عبر تكيفات إيجابية وأخرى سلبية.

فالتكيف السلبي يعني إسباغ أوصاف غير صحيحة على الواقع، والتذرع والتوسل بالطفرات، وتفسير الواقع عبر التمنيات أو دفع الواقع إلى حتميات، ويجري في ذلك خنق الفاعلية عبر تسكين الواقع وتجميده، وما إلى ذلك.

أما التكيف الإيجابي فيعني قراءة الواقع كما هو، والتعمق في طرح أسئلة المعرفة المفضية في الأخير إلى تموضع جديد لدور الإنسان.

واقعة الوفاة واحدة، لكن أنبتت السردية الأولى أنها لم تحدث؛ أي أن النبي أصلا لم يمت، وأُعطِي تفسير هدفه تخفيف وطأة الواقع لا محاولة اختراقه. وجرى استدعاء صورة ذهنية من التاريخ؛ فالنبي قد ذهب إلى لقاء ربه كما ذهب موسى من قبل.

لكن ماذا لو مددنا هذه السردية إلى مدى أبعد مما كانت مستعدة للوصول إليه؟ إن هذه السردية ستجعل طاقة المسلمين على “الفعل” و”التغيير” مختلفة؛ فالتبعة كلها ملقاة على إعادة الله لنبيه، أما حضور المسلمين في التاريخ الإنساني فسيقتصر على “الانتظار”. وبناءً على ذلك، ومع كل أزمة سيُنتج تكيّفًا يجعل من انتظار الطفرات والمعجزات في حد ذاته “فعلًا”، ولا شك أن القارئ الكريم يستطيع أن يخمن أن أدب المسلمين سيكون “أدب الانتظار”. “الانتظار” و”العطالة” هما ما سيمنحان “التزكية” معناها وسقفها أو مداها!

لكن “الصدّيق” كان تجسيدًا للحظة التنوير القصوى، إنها لحظة تكشف بوضوح عن دور المثقف في أزمات يتكشف ضبابها العاطفي فيحجب الواقع وإمكاناته!

ما حدث هو تكيف إيجابي مع الأزمة

أعلن الصدّيق أن هناك مرحلة قد انتهت، وأن المرحلة الجديدة لا بُدّ أن تُهيأ لها شروطها الثقافية. كانت مهمته تحضير صحابة النبي للعبور إلى عصر جديد بمتطلبات فكرية وثقافية جديدة، فانقطاع الوحي يعني أن السماء لن تعود لتجيب على أسئلة الأرض في كل موقف، وعلى الإنسان أن ينتج إجاباته ضمن شروط واقعه، إذن فليحمل الإنسان عبئه، وليتجهز لقراءة الواقع وتعقيده مثلما كان يتجهز لقراءة النص المقدس مستحضرا قلبه وعقله، فدينه قد حول الكون والعالم أمامه إلى نص يوم أن بدأها بـ(اقرأ)، فاستيعاب الأزمة هو شرط تجاوزها، تلك هي مهمة المثقف في أوقات الأزمات والكروب.

استنطاق التاريخ

سنحاول استنطاق القرن التاسع الميلادي عن واقعة معينة، فربما يجيبنا بخجل عن طريقة قديمة في التفكير لا زالت تتطور حتى اليوم في بلادنا الصاخبة. تحكي لنا قصة المهندس والفيزيائي الطموح عباس بن فرناس عن اجتهاد لا يعرف الملل للوصول إلى إجابة موضوعية عن سؤال: ما الذي ينقص الإنسان من قدرات لكي يطير؟ ومن المؤسف أن تنتهي تجاربه على نفسه بالموت وهو يحاول الطيران.

القصة لم تنته، فرغم تضارب الروايات حول سبب موته يبقى القدر المقبول من الروايات أن الموت كان توقيعه الأخير على آخر أبحاثه وتجاربه، وتلقى الفضاء العربي خبر وفاته بطرح سؤال: “هل مات الباحث شهيدًا أم منتحرًا؟” بينما التقطت أوروبا خيوط سؤال آخر، سؤال العمق: “كيف يستطيع الإنسان أن يطير؟”، إن سؤال “من في الجنة؟ ومن في النار؟” هو سؤال “لا يزيدنا إلا جرأة على الله، ولا تسمو بنا المناقشات فيه عن الحضيض، أما سؤال العمق فيفتح لنا أبواب المعرفة ويبني التراكم التاريخي والمكتسبات الإنسانية والمعرفية.

بين سؤال السطح وسؤال العمق تقبع قصتنا البائسة!

منذ أربعة عشر قرنا من تاريخنا المفعم بالأحداث المتشابهة وقعت حرب أهلية انشق فيها الصف الواحد ذو القبلة الواحدة والنبي الواحد والإله الواحد والتراث الواحد، وما زالت تلك الأزمة تشكّل عقولنا ولغتنا وخياراتنا، لكنها حتى الآن لم تنتج لنا حلا للسؤال الكبير في منطقتنا العربية: سؤال السلطة وتداولها، وسؤال الدولة، نعم أنتجت أحكاما في الفقه ومذاهب في الشرع؛ لكنها لم تنتج نظامًا في الحكم وآلية تجيب عن أسئلتنا الكبرى!

من المعروف في الحروب الأهلية بداهةً – تبًّا للبداهة – أن كل طرف يحاول خلق شرعية عن ثنائية (الأنا-الآخر)،”الأنا” تعمل معاني الصفاء والنقاء الديني، أما الآخر فهو الشيطان الذي يجب أن تُستدعَى كل النصوص والترسانات الإعلامية والشعراء والجماهير لتسليط الضوء على مثالبه، ويتم إقناع الناس بذلك، ويصبح همّنا الأوحد: (من على الحق؟ ومن على الباطل؟ في جملة واحدة مختزلة) رغم أن إشكالاتنا الإنسانية شديدة التركيب والتعقيد من أن تكون حقا صرفا أو باطلا محضا، ولكن في العمق يُصادَر السؤال الأعمق:! “ما الذي يمنع الحروب الأهلية؟” وكيف ننتج “ثقافة جماهيرية” للحوار؟

فالسياسة منتج من منتجات الثقافة، وتأتي كأوضح تجلٍّ لوضعية المجتمع الثقافية، فكيف ترجع “الدولة” لتكون وسيطا بين المختلفين لا طرفا في الصراع؟ فالدولة -كما رآها كارل بوبر- هي مشروع تأسيسي؛ يعمل بالأساس على حل التناقضات القائمة في المجتمع من خلال الحوار العقلاني لا من خلال العنف والإكراه، ونرى سعي العرب -حتى اليوم- في أنفاق دمائهم؛ عوضا عن الحوار وتقريب وجهات النظر!

هنا تقع مسئولية المثقف في رحلته الطويلة نحو الحقيقة، فهو يتجاوز أسئلة السطح السائدة إلى أسئلة العمق التي تفتح معها أفقًا للحلول وأفقًا للمعرفة. لا يهم كم عدد مجازرنا وهزائمنا التاريخية، ما يهم هو قدرتها على التنوير وإضاءة المستقبل، فقد تنسد أبواب الحل في عصر ثم تتهيأ شروطه في عصر آخر.

لذا، ينبغي علينا ونحن نقرأ التاريخ ونعلمه أبناءنا ألا نتلقفه كالوحي، بل نستنبت فيه الأسئلة، ونثمر من أشلائه وضحاياه، ونحاور فيه الانعطافات الكبرى، نقرؤه بطريقة: ما الذي كان على المسلمين فعله في واقعة كذا ليتجنبوا كذا؟

وفي خضم قراءتنا للتاريخ، ولتعريف مهماتنا الوجودية في كل عصر؛ ينبغي ألا نتغافل عن أن مسئولية الإنسان في عين الملائكة هو أن ينفي تاريخيا -بنظمه وقانونه وأخلاقه ووجوده- عن نفسه تهمة الفساد وسفك الدماء، ذلك هو هاجس الملائكة الأول، فما الذي أنتجناه من نظم وأفكار وعلاقات ولغة لترتقي بنا رسالتنا الوجودية عوضا من أن نظلّ حبيسي رخصة الموت هذه؟!

كنت أستغرب أن هتلر قد نصح ذات يوم وزير إعلامه المخلص كوبلر بأن يضع المثقفين مع العوام، وفي خانة الجماهير وقت الأزمات. هل فعلا يتحول المثقف إلى رجل عاميّ وقت الأزمات؟ فتكون السلطة الحقيقية “لثقافة الجماهير”، ويصير المثقف خادما للوعي الجمعي لا مسائلا إياه أو ناقضا له.

بتنا نقرأ التاريخ والواقع اليوم كمشجعي كرة القدم تماما. المجازر تقع فنبحث (عمّن في الجنة ومن في النار)، وكما حذرت حنا أرندت: ” ذهب هذا الوضع إلى انتشار واسع للحقد المتبادل، وهيجان شامل في علاقة كل فرد بالآخر يمكن التعبير عنه بـ(الاستياء الوجودي من الآخر)، فالآخر هو الشر المطلق، وأما الدعوة إلى محاولة فهم الطريقة التي أصبحت من خلالها هذه المجازر أمرا ممكنا.. فلا!

وما زلنا بعد كل تلك الصيرورة من قرون تلألأ فيها ألف نبى جائع وألف ثائر مغدور؛ ترزح منطقتنا العربية تحت نير “السلطة الأبوية” التي تولد الاستبداد، فرغم حداثتنا المستوردة والتكنولوجيا مدفوعة الأجر؛ ما زالت تقبع هناك العقلية البدوية!

فعلاقتنا مازالت مضطربة بالعلم والمعرفة، فكما أن الاستبداد هو رؤية للأنا وللآخر -وليس زيًّا عسكريًا- فالعلم أيضا والمعرفة هما رؤية للأنا وللآخر، لكنها لم تثمر حتى الآن علاقات جديدة بالعالم ورؤية أكثر احتراما للإنسان، والعلم الذي لا يسفر عن علاقة جديدة بالعالم والإنسان يوضح مدى علاقتنا المفضوحة به؛ مجرد مستهلكين حاملي شهادات وألقاب. كان القانون كما فهمته -لا كما درسته- يتحدد احترامه في مدى قدرته على منع الجريمة وإصلاح المجتمع، بمعنى أبسط لم يكن همّ النبى أن يرجم جسد المرأة التي زنت بقدر ما كان همه أن تَرجم هى زناها؛ لتعود بنمط وجودي آخر، ثم أنشأناه خلقًا آخر. ذلك هو سؤال القانون ومدى حضور الإنسان فيه، فطرح السؤال يعني استعادة الإنسان أمام تلك الفوضى التشريعية.

تسائل أحد المسئولين العرب -مستنكرًا- أحد اليابانيين قائلا: نحن العرب لدينا من الأشعار والأغاني ما ينضح بكراهية أمريكا، ألم تكن دولة اليابان أحق أن تنشد القصائد الطوال بعد القنبلتين الذريتين!؟

فأجابه: بالطبع لا، لم يكن يهم اليابان شتم أمريكا؛ لأن اللحظة التي انفجرت فيها القنبلتان هي نفس اللحظة التي انفجرت فيها أسئلتنا الكبرى؛ فسكوت العالم أمام تلك المجزرة كان يعني مراجعة أنفسنا لا مراجعة العالم: كيف قدمنا صورة اليابان للعالم بطموح استعماري سهّل عليه قبول ضربنا بهذه الطريقة؟

لماذا لم نستطع المبادرة والدفاع عن أنفسنا وتقدير مخاطر بحجم تلك الفاجعة؟

ما الذي يلزمنا لكي تستطيع اليابان أن تقلع وتهيئ لنفسها فرصًا جديدة للصعود؟

إذن طرح السؤال هو الذي ينتج المعرفة، وبقدر عمق السؤال وملامسته طبقات الوجع بقدر ما يكون قادرا على التنوير واستجلاء الحقيقة، ومن ثم ينتج علاقات جديدة وأفكارًا مختلفة عن طريقة فهمنا لأنفسنا وللآخر؛ حتى عن مجتمعنا ودورنا الحقيقي معه، وبتأمل فينومنولوجي بسيط لخليل الرحمن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- تنفتح لنا علاقة جديدة بين المثقف ومجتمعه، كيف جادل وناقش وترجى ملائكة الله في قوم لوط، ليت شعري كيف تذرع لمجتمع مثلي وقطاع طرق؟ كيف حاول تأخير العقوبة عنهم؟ يبدو أن المثقف يتجاوز سؤال: (ما الحكم؟) إلى  سؤال: (ما العمل؟).

يا لروعة القرآن.. يا لغرابته وغربته.. لقد قرأنا قبل أن نقرأه!

ابحثوا عن الحقيقة “الحقيقة وحدها تحرركم” إنجيل يوحنا

لكم أنا مدين، للسفسطائيين، فلولاهم ما خرج سقراط إلى العالم، فالسفسطائيون كانوا مثقفين لكن من النوع الوظيفي كما يحلو لأنطونيو غرامشي أن يصف ذلك النوع الطريف، ولم يكن نقيض حالة السفسطائيين هم العوام أو الجهلة؛ بل كان نقيضهم سقراط!

مثّل سقراط حالة جمالية فريدة في عصره، وباحثة عن الحقيقة؛ فالجمال ليس نقيضه القبح، بل الزيف!

كانت لدى السفسطائيين ترسانة من المعلومات والمعارف وسبل الجدل ما ليس لغيرهم، لكنك قد تخمن وتفهم خطاب السفسطائي قبل أن يتكلم إن علمت مدى علاقته بالسلطة، فلو كان مؤيدا فإنّ كل معارفه في خدمة تأييد الوضع وتكريسه، ولو كان معارضا فإن المعارضة ستكون من أجل المعارضة.

ألا ما أشبه الليلة بالبارحة، إنها حالة تشبه حال إعلاميينا ومشاهيرنا ، وهي حالة ثقافية ابتليت بها أثينا، هذه الحالة لا تنتج معرفة بل تنتج مشجعين!

أتصور لو أن سقراط يرانا الآن ويطالع موقفنا الثقافي لاقترح على دانتي إضافة دائرة جديدة من دوائر الجحيم تكون مخدعًا لهؤلاء؛ بما أتلفوه من معايير وأفسدوه من وعي جمعي للأمة، ناهيك عن الضغوط التي تعرض لها المثقف مع العوام بسببهم ولغتهم!

سقراط وحده لم يعبأ بالسائد، ولم يهمه يوما أن يحبه الناس أو يبغضوه، لا يهمه الجماهير ولا المشاهدين، لم يعبأ بغير الحقيقة، والحقيقة وحدها -كما يزعم نيتشه- هي التي ظلت خاضعة جوهريا للحظر عبر التاريخ، لذا لا غرو أن يموت سقراط بأغلبية مشهود بديموقراطيتها وحسن مظهرها من الذين لم يتحملوا وجوده، فوجوده يعني نفيا لهم، مسكين سقراط!

أرى أن للمثقف أدبيات عليه أن يختلقها حتى يصارع “الانتحار” المتلازم مع ما يطلبه المستمعون وثقافة السائد؛ لذا لنسلط الضوء على أعظم منتجات المعتزلة: إدخالهم تنظيرًا راقيًا لمبدأ (التحسين والتقبيح) “المعرفيّين” وليس “العرفانيين” كما يتبنى المتصوفة.

وهي طريقة تجعل المثقف في نشاط دائم وسؤال مستمر لاستجلاء المعنى واكتنان الحقيقة في كل شيء في العالم مهما كان مورده ومآله، لكن بمقدار ما يستشرف فيه من حسن وفائدة ونظام مهما كان عنوانه، فالحقيقة ليست بعيدة، الأسماء تبعدها!

حرر سقراط الثقافة من أن ترتهن للعقد التاريخي والاجتماعي، وحرر مفهومها من أن يخدم المصلحة والمكانة، فقبلة المثقف هي الحقيقة ولن يحرره غيرها، وحدها تحرره!

مكث أنطونيو غرانشي في السجن سنوات من الحرمان والعزلة، لكنك لن تُحرَم المتعة حين تطالع رسائله إلى أمه، وهو يسأل بإشفاق على مجتمعه فيقول: “كيف حال الأطفال في المدارس؟ هل يجدون مناخا تعليميا جديرا بأن تزدهر فيه عقولهم؟ كيف حال المستشفيات وغرف المرضى؟

الآن فقط بدا لي مدى سمو الذوق الذي كان يتحلى به المفكر الكبير (علي شريعتي) حينما كان يدعو الله فيقول “اللهم طهر عقيدتي من عُقَدي”.

إذن مع طرح السؤال الأعمق، تنفتح في عقولنا إمكانيات جديدة للتقدم، ورؤى للأمور وتراكم الخبرات. فالرغبة في التغيير والوعي به وبشروطه الثقافية يظل في نهاية المطاف هو العامل الحاسم في عملية التغيير وما قوانين التاريخ إلا عوامل تأكيد لا عوامل حسم!

يغمرني شعور “مفعم” بالأمل، لعله قد انتاب شاعر فرنسا الرقيق فيكتور هوجو يوما ما في منفاه، أن تتحول منابرنا الإعلامية ومتاحفنا الثقافية من منابر سب وقذف وشخصنة إلى منابر موضوعية علمية. ربما قد يشكل ذلك استعادة حقيقية للإنسان وحضورا آخر في التاريخ، بعدما ضاعت الإنسانية في السياسة والإعلام. ربما ساعتها قد نخرج -ولو قليلا- عن تلك الأشخاص وتقديس الهالات وعصر فلان ودولة فلان وحزب فلان وجبهة فلان، إلى عالم جديد يصبح فيه العلم والحوار والأخلاق موضوعات للاحترام والنظام.

المثقفون اليوم هم معتقلونا الحقيقيون، وعليهم أن يطرحوا الأسئلة التي تحررهم وتحرر العالم..

أو مرحبا بعصور “تقنية” وسطى جديدة!

 

مقالات متعلقة

مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء
الأعداد

صعيد مصر بين المخيلة التاريخية والواقع المعاصر

كتب يارا خليل
3 مايو، 2025
0

تحاول تلك المقالة أن تشرح البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لصعيد مصر عبر حقب مختلفة، كانت شاهدة على حضارة عظيمة...

قراءة المزيد
افتتاحية العدد

افتتاحية العدد

3 مايو، 2025
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

مصر تتبنى سياسات خارجية جديدة مع تغيرات في الأجهزة الأمنية

3 مايو، 2025
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

منذ ولادته إلى الآن: كيف تمرحل حزب الله في ظل التحديات والحروب؟ (1-2)

3 مايو، 2025
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

القاهرة المعزية.. هل انعزل الفاطميون عن مصر؟

3 مايو، 2025
المقال التالي
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

صعيد مصر بين المخيلة التاريخية والواقع المعاصر

تعليقات علي هذا المقال

ترند الأسبوع

  • افتتاحية العدد الحادي والعشرين: انتخابات بلا ديمقراطية

    العولمة كما يراها فلاسفة الاجتماع

    0 مشاركات
    Share 0 Tweet 0
  • سيد قطب: حياته وأفكاره

    0 مشاركات
    Share 0 Tweet 0
  • سوسيولوجيا الهجرة: عبد المالك صياد مثالًا

    0 مشاركات
    Share 0 Tweet 0
  • معركة ملاذكرد: كيف غيرت الاستراتيجية العالمية؟

    0 مشاركات
    Share 0 Tweet 0

جديد المجلة

مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

صعيد مصر بين المخيلة التاريخية والواقع المعاصر

3 مايو، 2025
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

القاهرة المعزية.. هل انعزل الفاطميون عن مصر؟

3 مايو، 2025
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

3 مايو، 2025
مراجعة كتاب “تاريخ الاستشراق وسياساته” عن سوء الفهم المُدر للدماء

حرب الكل ضد الكل: قراءة مختلفة لثورة يناير

3 مايو، 2025
مجلة سبل

© جميع الحقوق محفوظة سبل 2022

لا يوجد نتائج
View All Result
  • الرئيسية
  • الاقسام
    • إجتماع
    • إعلام
    • إقتصاد
    • تاريخ
    • رياضة
    • سياسة
    • فن وسينما
  • أعداد المجلة
  • كُتّاب المجلة
  • لماذا سبل
  • عن رواق
  • أكتب معنا

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist