مع انطلاقة العدد الثالث من (سبل)، مازال يتكشف لنا كمّ الأقلام الشابة المميزة، ومع كل تخطيط لعدد جديد نكتشف المزيد من النابهين والمتخصصين من الشباب.
ونحن في سعينا لتلمس (سبل) الوصول إلى إجابات أسئلة النهضة من عثرتنا، نؤمن أن طرح الأسئلة الصحيحة هو السبيل الأمثل للوصول إلى الأجوبة المناسبة، وأن محاولات التأثير في الواقع غير منفكة عن السعي الدائم والمتجدد لفهم الواقع ذاته، في عملية دائرية متكاملة.
ربما كان طرح الأسئلة ومناقشتها مهمة عسيرة وشاقة، لكننا – ومع حداثة تجربة (سبل) – وجدنا من التفاعل من الكتاب والقراء ما يثلج الصدور ويلهب الحماسة في الوقت ذاته، يثلج الصدور أن هذه (السبل) لابد موصلة يوما إلى ثمرة، ويلهب الحماسة في مواصلة الكد وتوسيع التواصل مع الكتاب الشباب وكل ذي فكر نير وذهن متوقد وشغف لتقديم ما هو جديد ومفيد.
إن الأمل الذي تبعث إشراقاته في نفوسنا إبداعات كتابنا وردود فعل قرائنا لهو دليلنا في استكمال عملية طرح الأسئلة ومناقشة الأجوبة، والدأب في التعلم ومراكمة الوعي.
ناقشنا في العدد الأول إشكالية علاقة المثقف بالواقع واشتباكه معه، وفي العدد الثاني حاولنا – مع الكتاب المتألقين – الوصول إلى تحليل أعمق للثورات العربية في موجتها الأولى والثانية، مع التجاوب مع حدث الساحة وقضية القضايا – قضية فلسطين.
في عددنا الثالث نسعى لفهم أعمق لتجارب أحد القوى السياسية الرئيسة في العالم الإسلامي (الحركة الإسلامية) في الحكم. فبرغم أن تجربة الحركة الإسلامية في القطر المصري ظلت معظم الوقت حبيسة المعارضة (عدا سنة الرئيس الراحل محمد مرسي)، إلا أنه كان لهم تجارب مختلفة في أقطار إسلامية عدة- عربية وغير عربية. ولعل الوقت قد حان لتقييم تلك التجارب والاستفادة منها.
إننا نوقن أن النضال حلقات مستمرة متصلة، وأن فهم وتحليل أخطاء السابق مهمة رئيسية لأي لاحق، وأن البناء يتراكم ولا يلزم أبدا هدم القديم للبناء على أنقاضه.
و لم ننس اللمسات الأدبية والعلمية، والتربوية والرياضية، والفنية والاقتصادية التي يضيفها ببراعة كتابنا في أبواب المنوعات.
جهدنا البسيط الذي هو تخطيط العدد والتواصل والتنسيق مع الكتاب، ومن ثم تولي إخراج إبداعاتهم في الصورة المناسبة إنما هو جهد بشري، نتمنى من القراء الكرام جميعا متابعته وتقييمه، والإغداق علينا بالنصح والتوجيه.
والله من وراء القصد .