تعتبر مراجعة الإصدارات العلمية المختلفة من أهم واجبات المتخصصين والمثقفين في العصر الحالي، حيث تشعبت المعارف وتنوعت الكتب والإصدارات في شتى المجالات، وهو ما يشكل عائقا أمام الاستفادة منها على نطاق واسع، فقد صار من العسير على المتخصص أن يلم بكل ما كتب في تخصصه، علاوة على أن تكون له مطالعة للمصنفات التي تتصل بالحقل المعرفي الذي يعمل عليه دون أن تكون من صلب التخصص.
من أجل ذلك تقدم المراجعات العلمية للقارئ عصارة الكتاب وخلاصته، فيتمكن في وقت قصير من تحصيل فوائد متعددة، فقد يكتشف قارئ المراجعة احتياجه لقراءة كامل الكتاب لاتصاله بأحد مجالات اهتمامه، فيكون الكاتب قد أرشده إلى كنز لم يكن على علم به، أو قد يكتفي بما قرأ في المراجعة، فيكون الكاتب قد كفاه مؤنة مطالعة كتاب كامل قد يستغرق في قراءته وقتًا ليس بالقليل، وأحيانًا تكون المراجعة نافذة على عالم جديد لم يكن ليلجه القارئ أو يلتفت إليه قبل قراءة المراجعة، وهذا كثيرا ما يحدث في مراجعات الكتب المكتوبة بغير اللغة العربية كما في المقال الذي بين أيدينا.
الوصف البيبليوغرافي والمؤلف والمادة العلمية
جاء كتاب “العبادة والحياة في ضوء الفقه” في ٤٤٠ صفحة، توزعت بين مقدمة ومدخل وثلاثة أقسام، والكتاب صادر باللغة التركية ولا توجد له ترجمة إلى اللغة العربية، وقد اطلع كاتب المقال على نسخة من الطبعة التاسعة الصادرة عام ٢٠١٤ عن دار سمرقند في إسطنبول.
ألف الكتاب البروفيسور كمال يلدز، وهو أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الإلهيات جامعة مرمرة، وله العديد من المؤلفات المتخصصة في مختلف قضايا الشريعة الإسلامية، وهو من العلماء البارزين في مجال الدراسات الشرعية في تركيا، وإلى جوار إنتاجه العلمي المتين في تخصصه، وإتقانه اللغة العربية وحفظه القرآن الكريم، فإنه يتميز بالاهتمام بالتربية الروحية التي كثيرًا ما تكون مفتقدة داخل الوسط الأكاديمي.
اشتمل الكتاب على مادة علمية قيمة في مجال التزكية وكذلك في مجال الفقه، تناولها المؤلف بعمق يتناسب مع عقلية أكاديمية، متميزة جمعت بين إتقان التخصص العلمي والممارسة الروحية الصوفية، حيث يختلف الكتاب في طرق الطرح وأساليب التناول عن الصورة التقليدية التي ينتهجها المؤلفون في مسائل الفقه، كما يختلف الكتاب عن كتب التزكية المعتادة التي تتناول زاوية نظر مختلفة عن الفقه، حيث سعى المؤلف أن ينفذ إلى لب المقصود من العبادات، ودراسة كيفية تحقيقها أثرا مباشرا وعميقا في الحياة بما يتجاوز كونها شعائر ينتهي دورها بأدائها، وهو ما يمنح القارئ فرصة متميزة للحصول على إطلالة تعتبر جسرا بين الفقه والتزكية.
نظرة عامة للكتاب: الأفكار والمضامين
احتوى الكتاب على مقدمة ومدخل مختصر أطلق عليه المؤلف عنوان “بدلًا من المدخل” إشارة إلى كونه غاية في الاختصار، ولقد لخص فيها فكرته التي من أجلها كتب هذا الكتاب حيث أشار أنه موجه لجمهور القراء، لذا ابتعد فيه عن المصطلحات الأكاديمية، وانتهج استخدام لغة تناسب غير المتخصصين، حيث يسعى من خلال الكتاب إلى إيصال فكرة مفادها أنه ينبغي على الإنسان أن يكرس حياته لله، وأن العبادة لا تقتصر على مجرد الشعائر التعبدية، بل تتجاوز ذلك لتشمل كافة مظاهر الحياة، كما أن الشعائر ينبغي أن يكون لها أثر واضح في حياة الإنسان لتكون بذلك قد آتت ثمارها، ووفق هذا المفهوم تتخذ العبادة مكانة المركز في حياة الإنسان وتتمحور حولها بقية أنشطة حياته.
جاء القسم الأول بعنوان: “مفهوم الفقه منذ عصر السعادة وحتى يومنا الحالي” وهو يقصد بعصر السعادة الفترة الأولى من التاريخ الإسلامي، وفي هذا القسم استعرض مفهوم الفقه في فصل مستقل، حيث قام بتحليل مفهومها اللغوي قبل الإسلام وبعده، ثم استعرض مفهوم الفقه في القرآن الكريم من خلال قراءة متعمقة لاثنتي عشرة آية ورد فيها ذكر الفقه ومشتقاته، وأتبع ذلك بنظرة عامة لمفهوم الفقه في المرحلة المكية والمدنية كل في فصل خاص، وخص بفصل مستقل الحديث حول قوله تعالى في الآية ١٢٢ من سورة التوبة “وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ“. وأكد على أن مفهوم الفقه لا يقتصر على مجرد اكتساب المعرفة وتحصيل العلم، ولكنه يشمل العمل والتطبيق، وبناء على ذلك لا يمكن إطلاق اسم الفقهاء على المستشرقين الذين يعرفون أحكام الإسلام بدقة لكنهم لا يعملون بها.
أتبع هذا بالحديث عن مصطلح الفقه في الحديث النبوي الشريف، ثم المفاهيم والشروط المستقاة من الآيات والأحاديث التي تناولت مصطلحي الفقه والتفقه، وفيه حدد مفهوم الفقه بقوله: “الفقه هو أن يجتهد المؤمن في فهم مراد الله في دينه وأن يعيش بإخلاص وفق هذا الفهم”، وهو بذلك حدد ستة شروط للفقه، الأول: أن يكون في العلوم المختصة بالدين، والثاني: أن يكون وفق مراد الله علمًا وعملًا، الثالث: أن يكون المتفقه مؤمنًا، الرابع: أن يكون متحليًا بالعقل، الخامس: أن يكون قادرًا على فهم النصوص، السادس: أن يتحلى بالإخلاص والصدق في تحمل أمانة العلم، وبهذا يخرج الفقه -وفق تعريف المؤلف- من كونه معرفة بالأحكام الشرعية العملية إلى كونه حالة إيمانية متكاملة تنطلق من العلم إلى العمل.
ثم عرج على عصر الصحابة والتابعين واستعرض مفهوم “الفقه” و”التفقه” الذي هو في الأصل طلب اكتساب الفقه، وكيف أنه لم ينفصل عن مفهوم الفقه بمعناه الشامل الذي يعني أن الفقيه كان معلمًا للعلوم وكذلك قدوة في التطبيق، وذلك في العهد النبوي وعهد الصحابة الكرام وتابعيهم.
وفي حديثه عن مصطلح الفقه في مرحلة ما بعد التابعين استعرض ورود مصطلح الفقه في المصادر الإسلامية الأولى خاصة موطأ مالك، ثم حدد المرحلة التي بدأ المصطلح فيها ينحصر في المساحة العملية، وهو ما حدث من بعد فترة الإمام أبي حنيفة الذي صنف كتابا في العقيدة أسماه “الفقه الأكبر” وهو ما يدل على أن مصطلح الفقه في هذا الوقت لم يكن منحصرا على الأحكام الشرعية العملية دون الاعتقادية أو أعمال التزكية والتهذيب، وتأكيدا لذات التوجه فقد خصص فرعين لمناقشة الفرق بين مصطلح الفقه ومصطلح علم الفقه، والفرق بين مصطلح الفقه ومصطلح الشريعة الإسلامية، وهو طرح يتشابه إلى حد كبير مع توجه الإمام أبي حامد الغزالي في كتاب العلم من مصنفه الشهير إحياء علوم الدين.
ختم المؤلف القسم الأول من كتابه بفصل عنون له بـ”لماذا العبادة والحياة في ضوء الفقه؟” حيث دعا إلى التعامل مع الفقه بالمفهوم النبوي الذي شمل جميع جوانب الحياة، بحيث يصبح فهم الدين أعمق من مجرد تطبيق الأحكام الشرعية من مباح ومحرم وواجب ..إلخ، إلى حالة من الإدراك والوعي للمهمة التي خلق الإنسان من أجلها، وذلك في مختلف مواقف الحياة.
في القسم الثاني المعنون بـ”العبادة في ضوء الفقه” وهو القسم الأكبر من الكتاب، حيث تجاوز 200 صفحة وزعت على فصلين جاء الأول بعنوان “محددات أساسية للعبادة في ضوء الفقه” وفي أكد على ستة محددات أساسية هي:
- الله وحده مالك أمر الدين، فالدين ليس مسألة شخصية يمكن لكل واحد أن يضبطها وفق هواه أو رأيه الشخصي، فهي علاقة مبنية على الخضوع الكامل لأمر الله باعتباره الخالق ومالك الملك.
- الهدف الوحيد من فكرتي الإيمان والعبودية هو رضا الله سبحانه وتعالى، فكل ما لا يؤدي إلى رضا الله لا يمكن اعتباره من الدين.
- التوازن بين أمر الدنيا وأمر الآخرة، وفيه ناقش تساؤلات اعتبار الحياة نعمة أم اختبار؟ وتساؤلات الشكاية من حال الدنيا وما فيها؟ وماهو معيار التوازن بين الدنيا والآخرة في حياة الانسان.
- الدين ليس حالة فكرية نظرية ولكنه جاء للتطبيق والعمل.
- اعتماد التوبة أسلوب حياة، فالإنسان كثير النسيان، ولهذا السبب جاءت التوبة لتجبر قصوره وتكمل مواطن تقصيره.
- الحياة بشعور المهاجر طول الوقت، لأن الدنيا دار مؤقتة والحياة الحقيقية في الآخرة، لذا لا بد ألا ينشغل الانسان بتفاصيل الحياة المؤقتة عن الإعداد للآخرة.
وفي الفصل الثاني المعنون بـ”الإسلام في ضوء الفقه” استعرض المؤلف أركان الإسلام، بداية من الشهادتين وصولا إلى الزكاة والحج وما يتعلق به من أضحية وعمرة، ومرورًا على الصلاة وهي أكثر ما ركز عليه، بداية من شروطها مثل الطهارة وستر العورة، وصولًا إلى أركانها من التكبير والنية حتى التسليم، واستعرض سنن الصلاة من تنظيف الفم بالمسواك والتسبيحات وغيرها، وذلك في عرض زاوج فيه بين البيان الفقهي لكيفية أداء العبادة وبين الإشارات التربوية التي تنطوي عليها الأحكام الشرعية، فتراه يأخذك في رحلة الحج إلى تصور رحلة الإنسان الأول آدم عليه السلام في الوجود وصولا إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، وهو يتنقل بالقارئ بين الحكم الفقهي والمقصد التربوي منه، حيث لا ينفك هذا عن ذاك وفق المفهوم الذي طرحه لمصطلح الفقه.
جاء القسم الثالث بعنوان “الحياة في ضوء الفقه” واستعرض فيه خمسة فصول:
الأول بعنوان “عن الحياة” وفيه ناقش فكرة الحياة والتدين، وكيف تأثر المسلمون بالغرب بداية من القرن الخامس عشر الميلادي، خاصة فكرة “التدين” التي تعني أنه من الممكن أن يجتزئ المسلم بعض الأحكام ولا يلتزم بها وفق وجهة نظره، وفي سياق ذلك يؤكد أن هناك الكثير من الأمور تغيرت منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يطلق عليه المؤلف عصر السعادة، وعصرنا الحالي، ولكنه يؤكد على أن الإنسان لم يتغير وبالتالي على كل منا الكثير من الواجبات ليقوم بها من أجل إصلاح نفسه والعمل على الالتزام بمقتضى الدين، كما تحدث عن الحياة المعاصرة وكيف نعيش بالدين في وسط الطوفان المادي الشديد، وكيف ننجو من الفتن الموجودة في كل المجتمعات المعاصرة.
الفصل الثاني جاء بعنوان “خلق الإنسان ومسئوليته في الحياة الاجتماعية” وفيه تحدث عن العبرة من خلق الإنسان، و المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقه، وعلاقة الإنسان بأقربائه وما هي مسؤولياته إذا كانت نشأته في محيط فيه خلل.
وفي ذات الفصل تناول عنوانًا مهمًا هو “من أجل أن نكون مجتمعا منضبطًا” وناقش فيه مصطلحات الجماعة والطاعة وأولي الأمر وحبل الله الذي أمرنا الله بالتمسك به وترك التفرق، وقضية الشورى التي لابد منها لإصلاح الفرد والمجتمع، وتناولها ببعض التفصيل حيث تحدث عن تعريفها وما هي الموضوعات التي ينبغي عرضها على الشورى ومن هم أهل الشورى وصفاتهم، وهي قضايا تنتمى إلى أبواب السياسة الشرعية، إلا إنه تناولها في قالب تربوي إيماني مرتبط بالقرآن والسنة ارتباطًا وثيقًا.
وختم الفصل بمباحث ثلاثة تناول في أحدها قضية العدالة باعتبارها أساسًا للحكم الرشيد، وفي الثاني تناول الروابط المجتمعية معتبرًا أن الإيثار والمساعدة هما “المادة اللاصقة” التي تربط مكونات المجتمع، وهنا تناول بعض القضايا الأخلاقية مثل زيارة المريض وأخلاق الصداقة، بينما خصص الأخير للتعليم وعنون له “التعليم من أجل مجتمع صحيح”.
في الفصل الثالث تحدث عن “الأسرة في ضوء الفقه” وفيه ناقش قضية المساواة بين المرأة والرجل من حيث كونهما بشرًا من بني آدم، وأن هذا لا ينفي أن الله فضل كل جنس على آخر ببعض المميزات، وأكد على أن السبيل إلى الراحة والسكينة لن يكون إلا بإيقاظ الفطرة، وقام بالرد على شبهات المتأثرين بالفكر الغربي الرافعين لشعارات المساواة دون فهم للفطرة الإنسانية، ثم تناول بعد ذلك نظرة الإسلام للأسرة وأهميتها وتوزيع المسئوليات فيها، وقضايا الحرمات التي أحاط الله بها الأسرة حتى لا تفسد، فهناك عورات ينبغي ألا تكشف ومن أجل هذا كان الحجاب والاستئذان وغيرها من الأنظمة التي حمى الله بها الأسرة حتى تكون بيئة صالحة مهيأة لتنشئة أطفال صالحين، ثم ختم حديثه عن الأسرة ببيان أحكام عدة المرأة.
في الفصل الرابع تناول بعض المسائل المتعلقة بالقانون الخاص مثل مسائل القروض والودائع والوقف وأحكامه، أما الفصل الخامس والأخير فقد خصصه للموت وما يتعلق به من أحكام الاحتضار والوفاة والوصية، وقدم له بتهيئة أكد فيها أن الموت هو نهاية الدنيا ولكنه بداية الحياة الحقيقية في الآخرة، وهو ذات السياق الذي انطلق منه في سائر فصول الكتاب من الجمع بين التزكية وبيان الأحكام الفقهية.
المنهجية والقيمة العلمية
حدد المؤلف في بداية الكتاب الجمهور الذي توجه إليه بالكتابة، وهو الجمهور العام المهتم بمعرفة ما له وما عليه في علاقته بالله، وهو ما انعكس على لغة التأليف التي لم تجنح إلى الأكاديمية المفرطة، بل اتسمت بالسلاسة واليسر الذي يمكن لقارئ غير متخصص أن يستفيد من الكتاب استفادة كبيرة.
يحمل الكتاب قيمة علمية كبيرة نظرًا لجمعه بين عدة أمور ليس من السهل جمعها، فمن ناحية نجد الكتاب قد احتوى أبواب فقه العبادات ومسائله الأساسية التي يحتاج كل مسلم إليها، ومع ذلك لم يعتمد الأسلوب الفقهي المعتاد في الكتب المتخصصة سواء في عرض المسائل أو في التقسيم، بل اختار العرض السلس لكل مسألة بعيدًا عن الخلافات والآراء والنقاشات التي تعج بها كتب الفقه التراثية والمعاصرة، وإلى جوار ذلك نجد أن دمج بين الفقه والتزكية في تناول مختلف القضايا، ولم يؤثر هذا المزج على دقة العرض الفقهي أو جودة البيان في مسائل التزكية، وهو أسلوب مميز كان رائده الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين، ولكن لغة الكتاب وحجمه والإغراق في بعض التفاصيل أبعدته قليلا عن أيدي عموم القراء رغم قيمته العلمية والتربوية الكبيرة.
كما يعتبر القسم الأول من الكتاب تأصيلا للنظرية التي تبناها المؤلف في مفهوم الفقه، ورغم أن المعتاد في العرض النظري أن يكون جافًا جامدًا إلا إنه سلاسة اللغة وتدرج الطرح يشد القارئ لإكمال هذا القسم دونما تململ، مما يمكن القارئ العادي من الحصول على وجبة فكرية دسمة دونما تعقيد.
نظرة ناقدة
نظرًا لأن المؤلف غطى أبواب فقه العبادات وبين أثرها في الحياة في صفحات محددة فإن هناك العديد من المسائل التي تمنى كاتب هذه السطور أن يبسط فيها المؤلف قلمه قليلا خاصة تناوله لقضايا الأسرة، حيث احتلت عدد صفحات لا يقارن بمسائل الصلاة مثلا، مع أن كثيرا من النقاط كانت بحاجة إلى مزيد من التناول والعرض لترسيخ الفكرة العظيمة التي قصدها المؤلف من كتابه.
استثمار المادة
لا يمكن النظر إلى الأعمال العلمية المتميزة باعتبارها نهاية المطاف، بل ينبغي التعامل معها باعتبارها منطلقًا لآفاق أرحب من البحث والتأليف، ومن المميز في الكتاب الذي بين أيدينا أن أسلوب التأليف وموضوعاته تجعله مؤهلا للتدريس في الحلقات التربوية الموجهة للشباب والفتيات، وكذلك ينبغي أن يكون في أيدي الوعاظ والدعاة ليكون مادة مساعدة في تحضير المحتوى الذي يقدمونه على المنابر وفي الحلقات.
وفي هذا السياق ينصح الكاتب بترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية، والاستفادة من محتواه في النهضة العلمية والتربوية التي يشهدها كثير من الشباب العربي المعاصر، ويا حبذا لو ينتهج المؤلفون الذين يتوجهون لعموم الشباب بالتأليف هذا النهج المتوازن في الكتابة الشرعية والفكرية على حد السواء.
تعليقات علي هذا المقال