رؤيتنا واضحة، وهو دعم قيام دولة واحدة علمانية اشتراكية في فلسطين”، قال هذه الجملة أحد الشباب اليساري النمساوي في اجتماع لعدد من المجموعات اليسارية النمساوية المناهضة للصهيونية، كانت صديقة فلسطينية هي من شجعتني على الحضور معها للتشبيك مع نشطاء “محليين”، حتى لا يبقى النضال مقتصرًا على الطلاب الأجانب. كلانا لم نستسغ هذه الجملة، ليس لفحواها؛ بل لما تتضمنه من نوع من الدعم المشروط أيدولوجيًا، وقدر من الوصائية، بدلًا من الإقرار بأن للفلسطينيين الحق في تحديد شكل دولتهم، لكننا في الوقت نفسه لم نعلق عليها حينها. في بيئة النمسا وحتى ألمانيا، تغيب القوى المنظمة المحلية عن حشد المظاهرات، وهو ما كنا نحتاجه لتجسير هذه الفجوة من منظورنا، وبالتالي علينا النقاش والتشبيك والتجسير، إذا أردنا توسيع نطاق السخط على الإبادة الإسرائيلية ضد أهلنا في غزة. ولعل حالة مظاهرات الجامعات في أمريكا -على وجه الخصوص- أبرزت أهمية الصخب الإعلامي الذي تحدثه هذه الطبقة العليا من الشباب في الغرب.
لا يوجد دعم غير مشروط على أي حال، وعلى كلا الطرفين الإسهام في بناء تفاهم وتحالف. فمن التقاطع في المصالح والأهداف والقيم تُبنى التحالفات، والنشطاء العرب بحاجة إلى نشطاء محليين لتوسيع المشاركة، ولتوصيل خطابهم إلى شرائح أوسع، وللاشتباك مع قضايا محلية متجاوزة فلسطين (قضية الهجرة أو حقوق العمال أو حقوق الأقليات)، لإكساب حالة الزخم استمرارية. وعلى الطرف الآخر، ينظر الناشط الغربي إلى مظاهرات مناصرة فلسطين على أنها فرصة لتوسيع قاعدته والوصول إلى قطاعات لم يصل إليها من قبل. ومن الأمثلة للتوضيح، تعاون مثل هذا يُمكِّن المهاجر من الوصول إلى إضرابات المصانع ومظاهرات الأحياء الراقية في مدينة ما، وتمكِّن الناشط المحلي من الوصول إلى أحياء المهاجرين.
بمثل هذا التصور يمكن بناء تحالفات يكسب طرفاها، لكن لا بُد من التواصل الفعال وإدراك نقاط الالتقاء والاختلاف، للتأكيد على الالتقاء وتحييد الاختلاف. وفي هذا المقال، سأحاول الحديث عن فئات ثلاث واسعة في المجتمع الغربي، هم: اليسار الراديكالي، واليسار الهوياتي، واليمين الترمبي، ومن ثم كيف يمكن للخطاب الداعم للمقاومة التفاعل معها؟ ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد غرب واحد، ولكل دولة سياقاتها المختلفة وقواها الاجتماعية والسياسية المختلفة؛ تبعًا لاختلاف التاريخ وحتى المصالح. فعلى سبيل المثال، حركة أوروبية يسارية كمعاداة الفاشية (Anti-Fascist) التي تنشط في ألمانيا والنمسا وإيطاليا، نجد أن نخبتها في ألمانيا والنمسا صهيونية، وخلال الإبادة الإسرائيلية باتوا يعاقبون الحركات اليسارية المعادية للصهيونية إما بالتشهير أو بقطع التمويلات. وعلى الناحية الأخرى، نرى نفس الحركة في إيطاليا معادية للصهيونية وتنشط في الحراك المناصر لفلسطين. يمكن أن يفسر هذا تاريخيًا، بسبب إحساس الألمان بالذنب التاريخي تجاه الهولوكوست، ونقدهم دور بلادهم في المحرقة نقدا يعمي بصيرتهم عن جرائم الصهاينة. في حين نرى أن اليسار الإيطالي الراديكالي الذي شارك بعض أعضائه في حرب التحرير في الجزائر ضد فرنسا، تعلموا هناك عن القضية الفلسطينية، وأحضروها إلى الساحة السياسية الإيطالية مبكرًا، مما جعل التيار السائد في اليسار الإيطالي داعم لفلسطين.
اليسار الراديكالي:
اليسار الراديكالي الكلاسيكي المعادي للإمبريالية، لعل هذه الفئة هي الأكثر قابلية للتحالف معها، لكونها شديدة النقد لكل السياسات الغربية الاستعمارية. وتمثل هذه الفئة امتدادًا لحركة المناصرة العالمية لفلسطين أثناء الحرب الباردة، فتشمل العديد من قوى المعسكر الشرقي وحركات التحرر الوطني في دول الجنوب العالمي من أمريكا اللاتينية وأفريقيا وغيرهما. وقد بنَت منظمة التحرير الفلسطينية -وخاصة الجبهة الشعبية- علاقات وثيقة مع بعض هذه الحركات، وهو ما ظهر في العديد من الهجمات ضد إسرائيليين، شارك فيها يساريون أمميون من أنحاء العالم. وربما خفت دور هذه الفئة من اليسار مع انهيار الاتحاد السوفييتي، لكنها بقيت على هيئة تشكلات وأحزاب صغيرة، لذا بقي خطابها حاضرًا.
ولكن تكمن مشكلة هذا التيار في تاريخه وتبنّيه النظر إلى العالم نظرة ثنائية، فهذه الفئة تنتمي لحقبة الحرب الباردة، وقد انحازت إلى الاتحاد السوفييتي وغيره من قوى المعسكر الشرقي، ولكنها تمد هذا الانحياز إلى آخره، فهي تبرر الغزو الروسي لأوكرانيا، وبررت استبداد بشار الأسد والتدخل الإيراني لأنهما معاديان لأمريكا وإسرائيل. فعلى سبيل المثال، بدأ هذا اليسار مهاجمة الثوار السوريين أثناء زحفهم إلى دمشق، وبات يصفهم بالإسلاميين والتكفيريين والمتشددين، وغيرها من الأوصاف التي لم أسمعها منهم على حماس وحزب الله طوال عام، حتى ظننت أنهم متجاوزون لهذه الصور النمطية الاستشراقية، وأسبوعا عملية ردع العدوان أثبتا عكس هذا، وأن هذا اليسار انتقائي في أوصافه واصطفافه. وتمتلك إيران ومحور الممانعة العربي قنوات اتصال مع مثل هذا التيار، ومن خلالها يتأثر برؤيتهم للأحداث داخل المنطقة. انتقائية هذا اليسار إن دلت فهي تدل على أن تغيير الصورة ممكن، فليس لديهم عداء مع الدين أو الإسلاميين، هم داعمون للمقاومة، شريطة كونها معادية للغرب وفي القلب منه أمريكا، وهو متحقق لهم في حالة المقاومة في فلسطين، لكنهم متشككون في حركات الربيع العربي، ومعادون للسورية على وجه الخصوص.
من المهم استثمار جهد لبناء جسور مع اليسار الراديكالي، ولكن يجب الوعي بأنه قد تم تهميشه؛ وبقي على هيئة مجموعات وأحزاب صغيرة خارج التيار السائد في السياسة. لذا هو حليف على المدى البعيد يؤثر في خطاب اليسار بطيفه الواسع، لكنه لا يحدث تغييرًا مباشرًا في السياسة.
اليسار الهوياتي الجديد:
شباب اليسار الجديد بشعاراته الهوياتية سواء العرقية والجندرية ومناهضة التغير المناخي؛ مثّل الكتلة الغربية الأكبر المنضوية في المظاهرات المناهضة للإبادة في غزة، كحالة مظاهرات الجامعات في أمريكا، هذه المظاهرات التي مثلت صدمة لأنصار الصهيونية، ويحاولون استهدافها بشتى الطرق، بالعنف وبالخطابات الإعلامية.
تمثل هذه الفئة قاعدة كبيرة من المصوتين للحزب الديمقراطي في أمريكا أو حزب العمال في بريطانيا، وغيرهما من أحزاب اليسار والخضر في العديد من الدول الغربية، ولكن للتأكيد لم تكن هذه حالة ألمانيا والنمسا. ومن ثم فهو يختلف من دولة لأخرى، فمثلًا، بعد أحداث السابع من أكتوبر، تضامنت حركة (Fridays for Future) (المناهضة للتغير المناخي) فرع ألمانيا مع إسرائيل، في حين تضامنت الحركة الأم مع الحراك الفلسطيني.
تمثل هذه الفئة اليسار السائد في الدول الغربية، ومن ثم تتمثل أحزابه في السياسة الغربية وقد تقود حكومات. ولكن تظهر هنا الفجوة بين جيلين في مثل هذه الأحزاب، الجيل الأكبر من الساسة، والجيل الأصغر من الشباب المصوت للأحزاب، ويظهر هذا في العديد من استطلاعات الرأي التي تعكس تنامي رفض سياسات إسرائيل؛ خاصة بين الشباب من جيل Z ومن يليهم. ولعل هذا التراجع الشعبي في دعم إسرائيل هو ما يدفع الجيل الحالي من الساسة كبار السن إلى الاستماتة في دعم إسرائيل، كونهم يدركون أن هذا الوضع قد يتغير في المستقبل. وهو ما يوحي بنظرة من التفاؤل للمستقبل إن تنظّم هؤلاء الشباب وناضلوا داخل أحزابهم لتغيير السياسات. وتتشابه هذه الحركة مع بدايات الحركة المناهضة للفصل العنصري في جنوب أفريقيا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، لكنها ما زالت في طور التشكل وينقصها كثير من التنظيم. لذا تمثل هذه الحركة مضمار النضال الأهم للخطابات الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي يجب أن توعيها وتبني شبكات معها، وتسهم معها في التنظيم.
عادة ما يدعم هذا الجيل من اليسار الجديد فلسطين على أسس هوياتية، فهم يرون في إسرائيل قوة استعمارية تمثل العنصرية والفوقية البيضاء ضد السكان الأصليين، كما أن إسرائيل تتلخص فيها صورة الظالم: الرأسمالي المستغل الذكوري العنصري، لذا فإن إسرائيل تمثل كل شيء يناضلون ضده. ولكن هذا الجيل يدعم فلسطين على أنها قضية مجردة، ويدعم الفلسطيني لما يتمثله من صورة الضحية المجردة، لذا فغالبيتهم ينتقدون المقاومة “العنيفة” أيضًا، على عكس اليسار الراديكالي، فالعديد منهم شباب مديني من الطبقة الوسطى المتعلمة ويرفضون فكرة العنف. وهو ما يمكن اعتباره أرضية مشتركة، وتشجيعهم على الانخراط بقوة في حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، ويجب تدريجيا توعيتهم بمركزية المقاومة (إسلامية أو يسارية) وأن لا بديل عنها لتحرير الأرض. وهنا تحتاج الحركات الإسلامية المقاومة على وجه الخصوص تطوير خطاباتها للخارج، وعلى داعمي القضية في الغرب أن يحاولوا تكسير صورة “الإسلاميين” المعبأة بحمولة استشراقية واستعمارية، وتقديم صورة أقرب لواقع المنطقة بكونهم فاعلا شرعيا وأساسيا لا يمكن تنحيته، فحركة المقاومة مليئة بطيف واسع من الوطنيين والإسلاميين واليساريين وغيرهم، وكلهم يسهمون ضد “الظالم الرأسمالي الاستعماري العنصري الذكوري”.
وهنا يجب ربط المقاومة الفلسطينية بنضالات هذا الجيل من الشباب، فمثلًا التأكيد على الدور الذي تلعبه إسرائيل في تدريب شرطة نيويورك ودورها في العنف الشرطي ضد السود، أو دور اللوبي الصهيوني في مسائل تتعلق بتجارة السلاح والإسهام في التغير المناخي وغيرها من السياسات. يجب تجسير النضالات، والتأكيد على الظلم الذي تسببه النخبة الاقتصادية والسياسية على كلٍّ من الفلسطينيين والأمريكيين. كما يجب على التجمعات العربية والإسلامية في الغرب تجنب النقاط الخلافية مع هذا الجيل، فالتواصل الجيد والنقاش والاتفاق على تنحية الخلافات -على صعوبته- مهم وممكن. ففي حالة النمسا، حدثت العديد من الخلافات بين الجاليات المسلمة وبعض هذه الحركات، حتى أصبحوا ينظمون تظاهرات مختلفة، وقد حدث هذا لأسباب مختلفة، منها علم قوس قزح والقضايا الجندرية التي تدعمها هذه الحركات، وهو ما يرفضه العديد من أبناء الجالية المحافظين، بالإضافة إلى العلم التركي الذي رفعه بعض الأتراك في المظاهرات، وهو ما أزعج بعض الأقليات كالأكراد والأرمن والمتضامنين معهم من الأوروبيين. وما دمنا نتفق على هدف مناهضة الإبادة وقيمة التحرر، فأظن أن هناك فرصة لتنحية هذه الخلافات والوصول إلى صيغ مقبولة عن طريق التواصل.
اليمين الترمبي:
عادة ما كان يميل المسلمون في أمريكا للحزب الجمهوري فيما قبل أحداث سبتمبر، ولكن هذا الميل تبدل بـ”الحرب على الإرهاب” التي استهدفت -أساسا- المسلمين. قبل هجوم السابع من أكتوبر، كانت هناك بعض المؤشرات التي تظهر شيئًا من النفور من الحزب الديمقراطي؛ بسبب تبنيه سياسات الهوية التي يراها العديد من مسلمي أمريكا مهددة لأسرهم. وقد أحدثت حرب الإبادة هزة قوية للمجتمع المسلم، الذي رأى في الحزب الديمقراطي داعمًا لإسرائيل، ولكن الخطاب الجمهوري كان أكثر عنصرية وإبادية، لذا فمن يجب أن يدعموه؟! ولكن بالتركيز على قضايا الداخل الأمريكي فقط، يرى العديد من مسلمي أمريكا اليمين أقرب إليهم؛ من حيث نظرتهم إلى القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما يفتح بابًا للتواصل.
لا يمكن التحالف على أي حال مع اليمين الغربي في قضية فلسطين، فالمعادون لإسرئيل منهم هم معادون للسامية وعنصريون تجاه الأقليات، مما لا يترك مساحة للتحالف لكونه يرفضنا من الأساس، وإن حدث فستضر بتحالفات أهم مع اليسار. ولكن أزعم أن فهم اليمين الترمبي (المتجاوز لشخص ترمب نفسه) مهم لحالة دعم فلسطين، فاليمين الترمبي في جوهره انعزالي يحاول الانكفاء على الداخل، ومن ثم تقليل الوجود العسكري خارجيًا، وتقليل الدعم الاقتصادي والعسكري لحلفاء أمريكا في الخارج. فهو يمين في جوهره غير تدخلي، عكس المحافظين الجدد في إدارة بوش، وهو يمين يعادي الآخر المهاجر على أرض أمريكا بلا خصوصية للعداء مع المسلمين. ومن متابعة الإعلام الأمريكي، نرى أن داعمي ترمب الجدد هم ضد دعم أوكرانيا، وموقفهم متباين إزاء دعم إسرائيل، باستثناء القاعدة الإنجيلية الكبيرة الداعمة لإسرائيل لأسباب دينية وأيدولوجية. كما نرى هذا في خطاب ترمب الداعي لوقف الحرب في أوكرانيا، وفي رسائله المتباينة تجاه الإبادة في غزة، وهو ما دعا العديد من عرب أمريكا إلى دعم ترمب، الذي روّج نفسه بوصفه الرجل الذي يعقد الصفقات وينهي الحروب.
أزعم أن فهم النزعة الانعزالية للحركة الترمبية مهم، وهذه الحركة ما زالت في طور التشكل، لذا فتبعاتها الأيدولوجية والسياسية ما زالت غير واضحة، بغض النظر عن الدور الذي سيلعبه ترمب في السنوات الأربع القادمة، واليمين الترمبي يختلف عن اليمين الأوروبي الصاعد المعادي لصورة “المهاجر المسلم”، وحتى علاقة اليمين الأوروبي مع إسرائيل مختلفة. فالنزعة الانعزالية في الحركة الترمبية قد تصب في صالح القضية الفلسطينية على المدى الطويل، لذا يجب علينا فهمها وتحديد كيفية الاستفادة منها.
خاتمة:
لا يوجد غرب واحد، وعلينا إدراك حالة كل دولة وقواها الاجتماعية المختلفة. حاولت في هذا المقال رسم صورة عامة عن حركات سياسية مختلفة موجودة في الغرب. فإدراك هذه القوى وآرائها ودوافعها مهم لتحديد كيفية التعاون معها، وبناء جسور، وتحسين صورة المقاومة. وهناك أرضيات مشتركة يمكن البناء عليها وإيجاد صيغ تفاهم لتحييد الاختلافات وعدم فرض الأفكار؛ في ظل تقاطع بعض المصالح والأهداف. ومن الأولويات هنا، إيصال صوت المقاومة -بشتى أطيافها- وتحسين صورتها، واستثمار قنوات التواصل التي تشكلت بالفعل في ظل المظاهرات المناهضة للإبادة، فغياب الاستثمار والتنظيم سيعني أن هذه اللحظة العفوية الداعمة قد تندثر بعد فترة.
يجب الاستثمار في التنوع الغربي، وخاصة في الدول ذات نظام الحزبين كأمريكا، فلا يصح التحالف تمامًا مع حزب، مما قد يؤدي لإقصاء أصواتنا في حال هزيمته، فمن الخطأ وضع البيض كله في سلة واحدة. فمثلًا، يدعم اللوبي الصهيوني كلا الحزبين، ويزيد دعمه للديمقراطيين بسبب معاداة بعض قواعده التصويتية الآن لإسرائيل، مما يتطلب تركيزًا ودعمًا أكبر من جانبه، يجب التعلم من عدونا وأدواته وبراجماتيته. وفي هذا يجب الاستفادة من حالة التنوع في المجتمع العربي والمسلم الداعم لفلسطين، من مسيحيين عرب ومسلمين ليبراليين أو يساريين، بالإضافة إلى الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين والعرب. وهذا التنوع قادر على أن يتفاعل تفاعلا إيجابيا أكبر مع تنوع المجتمعات الغربية، وقد تلعب بعض هذه المجموعات دور حلقة الوصل التي يُبنى عليها، حتى لا تضيع الجهود سدى.
تعليقات علي هذا المقال